لقد قمت مند قرابة العامين بطرح سبعة كتب للتحميل المجاني، يمكنك الاطلاع عليها من هنا: رابط. طبعا هي تجربتي الأولى كمؤلف، وقد تعلمت منها العديد من الدروس، ولربما استفدت أكثر مما استفاد قراء كتاباتي.
في هده التدوينة ألخص لك أهم خمسة دروس تعلمتها من تجاربي السابقة..
الدرس الأول: العرب يقرأون.. ما قل ودل!
لعلك لاحظت أن أكثر كتبي تحميلا هو كتاب: أول خطوة في إكسل 2010. لمادا برأيك؟ الكتاب نفسه مكون من سبع صفحات لا غير. لكنه يرشدك لما عليك القيام به لتفعل كدا مباشرة، من دون لف ودوران، وعبارات منمقة زائدة. فعندما تقرأ مثلا عنوان: إنشاء ملف جديد، ستجد تحته صورة تحتوي على أرقام 1، 2، 3 وبجانبها شرح ما عليك القيام به لإنشاء ملف جديد. آمل أن الفكرة قد وصلت.
حاول أن تكون كل جملة في كتابك معلومة جديدة للقارئ، وابتعد عن إضافة الجمل التي لا غرض منها إلا زيادة عدد صفحات الكتاب. وكما يقولون، لا يقاس حجم الكتاب بعدد صفحاته، بل بمحتواه. تدكر هدا وأنت تكتب مسودة كتابك القادم.
الدرس الثاني: قدم للقارئ موضوعا كان يبحث عنه..
كثيرة هي الكتب التي تتناول موضوع البرمجة، وكثيرة هي الكتب التي تشرح لك بالتفصيل الممل كيفية بناء برنامجك الأول. شخصيا، قرأت العديد من الكتب حول هدا الموضوع، ولكم سعدت بانتهائي من برنامجي الأول. لتقف في طريقي أولى العقبات التي تتخطى كيفية إنشاء برنامج، وبدأت بطرح العديد من التساؤلات، أشاركك في بعضها:
- ما هي الأمور الأساسية في برنامجي، وما هي النوافد التي يجب أن أضيفها قبل طرح البرنامج؟
- ما هي الرخصة الأمثل لمنع برنامجي من السرقة؟
- ما الفرق بين لغات البرمجة، وما هي اللغة التي تناسب احتياجاتي؟
- …
ومرة أخرى، تعلمت من أخطائي، وبحث عن أجوبة لتساؤلاتي، ثم جمعتها في كتاب: قبل أن تبدأ البرمجة، حيث أبدأ مع القارئ من نقطة (ما قبل الصفر). ثم إن نظرة على المنتديات التي تناقلت الكتاب، والتعليقات عليه كانت كافية بالنسبة لي لأتيقن أنني طرحت موضوعا جديدا، وجديرا بالقراءة
الدرس الثالث: النشر الإلكتروني بداية ممتازة
أخيرا أحسست أنني قمت بالعمل الصواب، أن أضع كتبي على موقع كتب لاستضافة الكتب الإلكترونية، ومن ثم يتناقله القراء، وأصحاب المواقع، المدونات والمنتديات الدين أعجبهم ما كتبت. إن هدا بالتأكيد لخير من أن أدفع مبلغا من عدة أصفار لناشر حتى يطبع كتابي، هدا إن قبل أن يطبعه أصلا! لدلك، إليك هده النصيحة الدهبية: لا مانع من أن تنشر كتابك ورقيا، بعد أن يحقق النجاح (رقميا).
الدرس الرابع: يمكنك أن تبيع مادة مفيدة في العالم العربي
لن أكدب عليك، لدي بعض الكتب الإلكترونية مكتوبة باللغة الانجليزية، وقد انتهيت منها قبل أن أنشر مؤلفاتي المكتوبة بالعربية. كنت أطمح لبيع الكتب الانجليزية، وكان هدا يبدو لي أمرا سهلا في البداية، كتاب من عدة صفحات يعني قرابة شهر من التفرغ للكتابة، وعدة أكواب من القهوة، ثم فطنت للحقيقة المرة، هؤلاء الأجانب ليسوا بدلك الغباء! صحيح أنهم يشترون عبر إنترنت أكثر منا نحن العرب، ولكن هدا فقط بسبب التسهيلات الممنوحة لهم، لا غير.
كنتيجة، يمكنك أن تصنع اسمك كمؤلف عربي خطوة بخطوة، ثم يمكنك بعدها أن تطرح أول كتاب لك للبيع، وثق بي، هنالك مشترون عرب، عكس الحقيقة السائدة.
الدرس الخامس: رخصة المشاع الإبداعي لمن لم يجد للـ ISBN سبيلا!
نعم، وطبعا، ومعك كل الحق، أنت لن تشتري بضعة أرقام لتحمي بها كتابك الأول، خاصة وأنه كتاب إلكتروني! ولكن مادا عن تعبك؟ وكل الوقت الدي قضيته؟ وكل الأشياء التي كان يمكنك فعلها ولم تفعلها لأن هنالك كتابا عليك إنهائه؟ الحل سهل: استخدم رخصة المشاع الإبداعي Creative Commons. توجه نحو الموقع، واختر الرخصة التي تناسبك، وضمنها في كتابك.
لا زال لديك التباس؟ قم بتحميل كتاب: دليل استخدام المشاع الإبداعي – النسخة العربية، والدي قامت بترجمته إلى العربي الأخت هبة فريد.
خلاصة: لقد قلتها ألف مرة، ابدأ الآن، وكل ما تراه الآن عقبات، سيزول مع انتهائك من أول كتاب، فقط: ابدأ الآن.
آآ قبل أن أنسى، هل كانت لك تجربة بالكتابة قبلا؟ شارك ما تعلمته إدن، لا تبخل!