الجهة المستهدفة من الاعلام المنكوس والتوجيه الثقافي المسموم ؛ هي الاغلبية العراقية لا غير ؛ اذ ان الفئة الهجينة تعرف تمام المعرفة ما لها وما عليها فهي خارجة عن هذا التأثير الاعلامي لأنه من بنات افكارها وهي من تسوقه للخارج , وباقي الاقليات كذلك لا تتأثر بهذه الدعايات والاشاعات الاعلامية ولا تنساق وراء اهداف التضليل الاعلامي الحكومي بسبب حاجز اللغة – كالكرد والتركمان وغيرهما – او بسبب التقوقع على الذات كالايزيدية والطائفة السنية وغيرهم ... ؛ وكبش الفداء لهذه السموم الاعلامية والافكار المنكوسة الهدامة وقتها ؛ هم ابناء الاغلبية العراقية فقط .
وبما ان مخططات القوى الاستعمارية والحكومات الهجينة العميلة تقتضي تنفيذ اجندات مشبوهة تهدف الى سرقة ثروات وخيرات مناطق الاغلبية العراقية بالإضافة الى جعل تلك الاغلبية وقودا للحروب والازمات المفتعلة والمسرحيات السياسية المبطنة ... ؛ تم توجيه القوى الاعلامية والثقافية الفاعلة نحو الاغلبية العراقية ؛ لتغيير القناعات وخلق الصراعات والاقتناع بتلك الشعارات والأيديولوجيات التي تهدف الى زعزعة المنظومة الثقافية وخلخلة نسق القيم الاخلاقية في عقول العراقيين الاصلاء , من خلال زرع مفاهيم منكوسة وثقافات غريبة مغايرة للبيئة العراقية ومناهضة للعادات والتقاليد والارث الحضاري للعراقيين , مما يولد واقعا مشوها و اعلاما مزيفا يتحكم بالمشهد العام كما يريد .
اذ عاش الشعب العراقي طيلة عهود التشويه والتزوير والتدليس والتضليل الطائفي الهجين والقومي والبعثي اللعين ؛ يتلقى رسائل اعلامية منكوسة لا تسمن ولا تغنى من جوع بعيدة تماماً عن واقع مجتمعنا العراقي ومشكلاته وقضاياه وهمومه واماله وتطلعاته ... .
والى هذه اللحظة لا زال هذا الاعلام المنكوس يسير على نفس خطى شراذم وعصابات الاقلية الهجينة والبعثية , من خلال الجحافل الاعلامية والجيوش الإلكترونية والقنوات الفضائية والمحطات الاذاعية والصحف والمجلات والكتب ومواقع التواصل الاجتماعية ومواقع الشبكة العنكبوتية ... ؛ من خلال ما تقدمه من محتوى فكري هابط وفني رخيص وبرامج سطحية تافهة ولقاءات بشخصيات مريضة ومشبوهة , فضلا عن بث الشائعات واختلاق القصص والمسرحيات , وتضخيم الاحداث ... ؛ وذلك لرسم صورة ذهنية مقلوبة ومزيفة عن الواقع العراقي وتسويقها إلى الخارج بشكل مزري يؤدي الى تشويه سمعة العراق والعراقيين والتجربة الديمقراطية الجديدة ؛ وكان المفروض بهذه القنوات الاعلامية الحاقدة ان كانت حقا تتدعي الهوية العراقية والغيرة الوطنية ؛ نشر الوعي السياسي والثقافة الوطنية ونقل الحقائق كما هي ومد جسور التواصل بين المواطنين والمسؤولين ورفد الساحة العراقية بالبرامج العلمية والتربوية والثقافية الهادفة وتسليط الاضواء على الدورات التنموية لرفع مستوى الشخصيات و الكفاءات الوطنية في كافة المجالات ... بالإضافة الى التصدي الى المؤامرات الخارجية والاعلام الاجنبي والغريب المعادي , ومواجهة الحملات الإعلامية الممنهجة ومدفوعة الأجر ضد الدولة العراقية والعراقيين ، وكذا الرد على الادعاءات والاتهامات المنسوبة للعراقيين زورا وبهتانا ... ؛ هذه هي اهداف الاعلام الوطني العراقي الحقيقية ؛ وعليه لابد من وضع حد صارم ورد حازم للانفلات الاعلامي - والذي يهدد الامن المجتمعي - , وتسيب المشهد الثقافي والسياسي , وانعدام التنسيق بين دوائر ورجال الدولة ورجال الامن ومنظمات المجتمع المدني ورجال السلطة الرابعة .
# رياض سعد