لا اكتب لأنني راحلة او ان هذاهو وداعي ..اطمئن
بل اكتب عنك لأنني تعلمت ان الحياة قاسية للغاية ، حتي انها لا تخبرنا حينما ينتهي الوقت وتتفرق أيادي الرفاق ... لذا سأكتب عنك
ربما لا نجتمع يوما ما ،ولكن ما جمعنا كان الألم والوحدة وقسوة البشر ، ربما القلوب تعرف ما يشبهها لذا التقينا
لا أقول انك صديقي فكلمة صديق تبقي عاجزة مقارنة بك ، لكن انت مكان آمن في وسط عالم من الخوف . عشت الكثير وداخلي آلاف القصص التي لم أرويها ولن أرويها لأحد يوما فما يبقي بداخلنا هو جراحنا الأشد قسوة وجوانبنا المعتمة التي نواريها عن الناس حتي لا نلقي بظلالها علي الآخرين لذا لا تحزن مني يوماً ، فأنا دائماً لدي ما لم أحكيه حتي لنفسي
لكني أريدك ان تعي انك لست عادياً ، بل انت استثناء ، بدون ان تدرك او تعي ذلك ، أصبحت الفكرة الآمنة في راس داهمه القلق والخوف ، منحت الطمأنينة لقلب غريب لم يعرف يوماً كيف يطمئن ، قلت عني أني عائلة ولم تتردد ثانية لجعلي منزلك ، وعدتني بأن لاتتركني اشعر بالوحدة ، وأنك ستخيف اشباح الظلام ، ودائماً كانت حكاياتك تحارب كوابيسي المفزعة ، وصوتك اصبح صوت الأمان في عالم ملئ باصوات الدموع والصرخات
فتحت قلبك ، بيت عائلتك ليدخل شخص غريب ، رايت الجميل في إنسان لم تراه يوماً وجعلت منه عائلة ومنزل. لم تترك ندبة في قلبي أبداً ، كنت هنا دوماً حين كان يرحل الجميع
أحياناً اتسائل ماذا فعلت أنا لأستحق قلبك الجميل يا تري ؟!
ربما لا تعرف ذلك ولكن انا أدعو من اجلك كثيراً وأتمني لك السعادة ، اتمني ان تجد ما تبحث عنه وما تستحق ، أتحدث عنك دوماً بفخر وبإبتسامة وقلب مطمئن .
ليحدث ما يحدث لكنني سأنظر دائما للسماء وادعو من اجلك وابتسم ... حتي آخر العمر