تعيش حياتك وتكافح هنا وهناك ، وتستمر الحياة ، باستمرار الحياة والاختلاط بالبشر والتعامل مع المجتمع المحيط .. تدرك تدريجياً كم المشكلات لديك بمرور الأيام
تكتشف انك زائد الوزن أو ربما ضعيف للغاية ، لون بشرتك غير مناسب ربما لون شعرك ، لديك مصيبة كبيرة فأنت لم تتزوج حتي الآن ، كما أن أختك متزوجة وسيئة الحظ فلم ترزق بأولاد حتي الآن ، جارتك تعيسة لأنها لم ترزق بولد حتي الآن .. ابيك لم يكن أيضاً وافر الحظ حيث كان ابناً وحيداً لوالديه ، والآن انت الولد الوحيد في عائلتك فجميع اخوتك بنات ...
تنظر بعينك فقط لدقائق ... دقائق مدة كافية للغاية لتدرك أن الجميع بشكل أو آخر يعيشون مساكين تعساء ينقصهم دوماً شيء ما
لكن السؤال المهم للغاية هو هل أنت حقاً مسكيناً ما ؟. هل كل المآسي التي تعيشها هي حقيقة ؟ ، من أخبرك بهذا ... ؟ أخبرني
متي كانت أول مرة اكتشفت انك سيء الحظ لأنك لم تتزوج مثلاً ، أو لأنك لست وسيماً بما يكفي ، وحيداً ، مستقبلك متهاوي ، وأنك لديك من المشكلات ما لا تقوي علي حمله
ربما بل والاحتمال كبير ان هناك من اخبرك بهذا .. فأنت لن تكتشف كل تلك المصائب الكبيرة بنفسك ، ففي النهاية لديك عينان اثنتان ، لا تستطيع ان تري بهم هذا الكم الهائل من النقص وعدم الكمال
نحن نعيش ونستمر في طرقاتنا بشكل جيد الي حد كبير حتي يأتي الآخرون ويضعوا أصابعهم علي ما يروه من وجهة نظرهم الشخصية ( التي في النهاية لا أهمية لها علي الإطلاق ولم يسألهم عنها أحد ) أن هناك خلل ما أو خطأ بك
فيأتي ذلك القريب المستفز ويخبرك مثلا بأنك طفل ضعيف الشخصية ، وذلك الصديق المتهاوي انك لا تبلي جيداً في لعبة كرة القدم فأنت تتعثر كثيراً وربما تلك اللعبة لا تناسبك ، ويصرخ بك أستاذك الجامعي لأنك لم تنجز ذلك البحث الممل الذي لن تتذكر منه حرفاً بعد ذلك اليوم ، ويعاملك بقسوة ذاك المدير الذي تقدمت بطلب وظيفة في تلك الشركة ، ويسخر المحيطين بمشاعرك ورهافة قلبك عند تعاملك مع الحيوانات ..
وتصدق ... تستمر بالتصديق .. وحصد الانتقادات والألقاب .. فتصدق انك ضعيف الشخصية وتنطوي علي نفسك وأنت فاشل دراسياً فلما المحاولة ، وتترك كرة القدم حيث أنها لا تناسبك .. وبعدها يصبح ما تصدقه إيماناً .. تؤمن بكل تلك الكذبات التي سمعتها يوماً
وتنسي ... تنسي اهم شيء علي الإطلاق بأنك إنسان والنقص من صفاتك وأن الكمال لله وحده
تنسي أنك رائع للغاية .. لديك الكثير والكثير لتشعر بالامتنان .. ربما فقط عليك أن تفكر في الأشياء الموجودة والممكنة
أنت لست غريب أو لديك مشكلة ما .. أنت ناقص مختلف ورائع بإمتياز لكونك أنت ولا يوجد هناك أي نسخة أخري مماثلة .. ربما عليك دوماً أن تتذكر أنه لا توجد مشكلة حقيقية ما دمت لم تجعلها تقف عقبة في طريقك .. وأن هناك حل في مكان ما
أنت بخير للغاية في حال لم يخبرك أحدهم بذلك