من سلسلة مقالات روحانية التواصل والدعاء

ليس هناك شعورا  اً و نشاطاً عقلياً قد يمارسه

الإنسان ويبدأ بأحلام وآمال عظيمة وينتهي

 بالفشل بشكل غير إرادي ومنتظم أحياناً  

كشعور فشلنا في الحب ، ومع ذلك لا يحظى

الحب بالدراسة المتعمقة لفهم أسباب

هذا الفشل المتكرر لظاهرة الحب

فمن المفاهيم الخاطئة عن الحب

هو الاعتقاد  بأنه يتعلق بالشخص الذي نحب

حيث يظن معظمنا أن الحب سهل

ولكن تكمن صعوبته في أن يجد الإنسان منا

الشخص الصحيح والمناسب الذي يبادله

هذا الحب ، وهذا مفهوم خاطئ

فليس الحب متعلقاً بظهور شخص مناسب  

أو توفر الظروف المناسبة  !

بل إنما هو قدرة وملكة وإرادة .

فليس امتلاك الحب للإنسان كأخذه للحب

وقت غروره وتركه وقت كبريائه .

الحب يعني أن يأخذك غرورك وكبريائك كطفل

في أحضان من تحب !

إن كل أوجه قصورنا ، وخطايانا ، وزلاتنا

وجرائمنا ، ومشاعرنا العدائية

ومظاهر استيائنا تغفر لنا عندما نغير مشاعر قلوبنا ونعترف بأن الحب والتناغم لهما

الحكم النهائي السامي في حياتنا.

عندما يسود عقلك ، وقلبك مشاعر الحب

سوف يجبرك هذا التحكم بإظهار أجمل الخصائص

والصفات لديك ، وستبدو طرق حياتك القديمة كأنها لم تكن !

وسوف تتلاشى ذاتك القديمة وتملأ حياتك السعادة بكل سبلها                                        

وتقودك كل الدروب إلى السكينة والسلام

يولد الطفل فيكون أول حبه هو تلك الأم

التي تغمر أولادها بالحب

فتختم كل صلاتها بدعائها

ثم يحيطه حب الأب المشروط بالعمل

فتجد ذلك الأب يغمر بناته بالرعاية والأمان

ومن ذلك ينطلق الإنسان في رحلته عن الحب

عن ذلك الحب الإلهي الذي فطره الله عليه  

وأن يعطي الإنسان ذلك الشيء الحي الذي فيه لذلك الإنسان ،

  فيحيى الآخر ويثريه

والحب مفهومه رعاية ومسؤولية واحترام

فالحب هو الدعاء بالتشفي والدعاء لنهضة بني الإنسان