من سلسلة مقالات روحانية التواصل والدعاء

يتطلب الدعاء المستجاب الفعَّال أن تتحلى بالتسامح ، والعفو ، والغفران ، وأن تتخلص من كل مشاعر العداء ، والاستياء ، والتحلي بروح الحب والوئام تجاه كل البشر في كل مكان، عليك أن تستشعر توحدك مع الأشياء ومع كل ما هو حي .

        

إن الحقيقة المؤكدة هي رغبتك في الحصول على استجابة وتعنى تلك الاستجابة التي تكون حاضرة بالفعل في عالمك الروحي والعقلي .


عليك أن تتخلص من كل الشكوك والريب ، والمعتقدات الخاطئة ، والخرافات ، والتصورات المسبقة في عقلك مدركاً أنه في الدعاء يوجد كل الأشياء حاضرة إذا عقلك حاضراً .


أنك تدعو كي يحدث تغيير فيك أنت ، في حالتك ووضعك الفكري والعقلي ، تبحث عن وجودك حتى يمكنك تحقيق الأهداف المرغوبة .

إن الأدعية الخالصة تجعلك في معية الله حيث تصبح تلك المعية أساسك في التعبير عن الحياة ، والحب ، والحقيقة ، والجمال ، والسعادة ، والحياة الرغدة ، بمعنى   آخر : تدعو لكي تتأمل في تلك الحقائق الإلهية من أسمى وجهات النظر .

كل ما عليك فعله هو أن تستعين بحكمة عقلك مع الإيمان والثقة ، وتشعر بأن الأفكار والدعاء والأمنيات أصبحت حقيقة لكي يتم غرسها في اللاوعي لديك ،وبذلك تتحقق لكون هذا الدعاء من أعماق ذاتك ولإيمانك العظيم بالله عزوجل .


لكي تحصل على استجابة لدعائك عليك أولاً أن تتحرر من القيود وعندما تدعو فأنت بذلك تبتهل وتتوسل إلى الله .

إنك لا تنجح في الدعاء بالعجلة ، أو التسرع ، أو الصراع ، أو الاستنزاف أو القسر العقلي من أي نوع، إن تلك المحاولات أشبه بقولك لنفسك :

'' أنني لابد أن أتخلص من تلك المشكلة بحلول السبت القادم ، أنه أمر مهم للغاية ''


فهل سبق لك أن نسيت فجأة اسم شخص بعينه ، أو معلومة محددة ؟ عندئذٍ عقلك سوف يصبح خاوياً بصورة عظيمة ، وستعجز عن استدعاء أي شيء يرتبط مع ما تحاول تذكره .

وكلما ضغطت على نفسك محاولاً استدعاء قدراتك ، أصبح واضحاً لديك أن الاستجابة تفر بعيداً عنك فلقد كانت محاولتك هذه ليس إلا

 إجبار نفسك على التذكر السبب في عجزك عنه


لا تشغل بالك بالتفاصيل والأساليب بشأن الطريقة التي سيتم الاستجابة من خلالها لدعائك ، قم بتحويل رجائك بهدوء وثقة إلى عقلك الباطن،  وأنت مؤمن في قلبك أن الاستجابة سوف تأتي مثلما تنبت البذور من الأرض ، تأكد إن الاستجابة لدعائك  سوف تتحقق كما ترغب .

ابتهج واحمد الله ، وأعلم أنه كما تتأمل وترجو في حقيقتك أو رغبتك،   أو خطتك،  أو حتى هدفك

كن متلقياً جيداً ، وأعلم أن نعم الله وعطاياه قد منحت لك منذ بدء الخليقة .


أخبرني أنت ما هو شعورك ؟ هل توافقني ؟