من سلسلة مقالات روحانية التواصل والدعاء
يمهد الدعاء السبيل لنا بشكل دائم لكل ما يبدو مستحيلاً، ويشفي كل ما يطلق عليه غير قابل للشفاء أو ميؤوس منه .
إن الدعاء هو تجسيد لقانون الاستبدال والإحلال ، حيث تستبدل كل أفكار التحدي والخوف ، والقلق ، والشك التي قد تواجهك بالإيمان الثابت بقدرة الله الذي ينظم هذا الكون ، وينظم كل عملياتك الجسدية المتحررة من المخاوف ، والتحدي ، والقلق ، والشكوك .
يعد الدعاء مساعدة دائمة لنا ، ووسيلة جاهزة أثناء فترات الأزمات ، لكن ليس علينا أن ننتظر حتى وقت الأزمات بل نجعل دعائنا جزءاً متكاملاً وبناءً من حياتنا.
ينبغي علينا أن نواصل الدعاء حتى نشعر بالرضا الداخلي ،أو نشعر بأننا قد أدينا أفضل ما يمكننا أداؤه في الوقت الحاضر .
إن الدعاء النابع من القلب يعطي أفضل النتائج ، الدعاء هو أعظم قوة بالعالم بأسره فبغض النظر عن ماهية المشكلة ، وبغض النظر عن جسامة المصاعب ، أو مدى التعقيد الذي تبدو عليه ، فإن الدعاء الذي يصاحبه الإيمان بالاستجابة سوف يعمل على حل الصعوبة واستحضار الحل الذي يبعث على السعادة والبهجة .
فليست العبرة بالسبب الذي تدعو الله من أجله .
بل إن الوحيد الذي يعرف الإجابة هو الله عزوجل ، وكل ما عليك فعله هو تخيل العاقبة وكأنها قضية منتهية ، فهذا هو حسن الظن بالله والثقة في قدراته اللامنتاهية .
والأساس للدعاء الصحيح هو معرفتك ، وثقتك الكامنة في أن حركة اللاوعي سوف تكتسب استجابة محددة من عقلك الباطن ،تلك الاستجابة الذي يمحنها لنا الله عزوجل .
اخلد للنوم موقناً أن الإجابة قد تحققت الآن لا أن ترجئها إلى المستقبل.
تحل بالإيمان الراسخ في حدوث النتائج ، وثق بأن هناك استجابة وحلاً مثالياً ينتظرانك .
وإذا بدأ أن هناك تأخراً في الاستجابة لدعائك ، لا تجعل ذلك يثبط همتك ، فليس من الضروري دائما أن تحصل على الإجابة بين عشية وضحاها .
اطلب من الله أن يظهر لك أكثر شيء تحتاج أن تعرفه ولن يخذلك بكرمه ، ثم قم بتحويل المشكلة بصورة لطيفة وبسيطة لعقلك الباطن ليتقبلها كل ليلة قبل أن تخلد للنوم ، كما لو ُكنت لم تفعل ذلك من قبل أبداً وتأكدا جيداً أن الدعاء هو الحل دائماً !