أشعر أنه وبينما الجميع يركز انتباهه على ما يحدث هنا على هذه الأرض، على الأغلب شيئًا ما أكثر أهمية يتم العمل عليه وتقويته هناك في الفضاء! هل يجب على الدول أن تبدأ تقوية دفاعاتها الفضائية بجانب دفاعاتها "الأرضية"؟
جنود حرب الفضاء هم الأقمار الصناعية!
نعلم أن الأقمار الصناعية عبارة عن أجسام تدور في مدارات حول الأرض لاستخداماتٍ عديدة، وهناك بعض الدول التي تملك أقمارًا صناعية خاصة بها لمنافع عدة، ولكن ما سيتم التركيز عليه بهذه المقالة -ليس ما هو عاديّ بخصوص هذه الأقمار- وإنما كيف أنها بمثابة جنود مُسلحة لحماية الدول التابعة لها من الهجمات المُحتملة في الفضاء. وكلّما امتلكت الدولة عدد أقمار صناعية كبير ذو منافعٍ متنوعة، كلّما كانت هيمنتها على الفضاء القريب طاغية!
ما هي الدول المُهيمنة على الفضاء؟
سوف أتجنب ذكر الأرقام والإحصائيات حول عدد الأقمار الصناعية لكل دولة لأنها غير دقيقة، ولكن الدول المُتصدرة بالأقمار الصناعية هي: الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، اليابان، بريطانيا، الهند. من الجدير بالذكر أن هناك بعض الدول التي تمتلك عددًا لا بأس به من الأقمار الصناعية، ولكن لإيجاز الدول المُهيمنة، تم ذكر هذه الدول الستة.
مذبحة الأقمار الصناعية
في مارس 2019 قامت الهند بإرسال صاروخ من الأرض لتدمير قمر صناعي خاص بها في الفضاء، وفي نوفمبر 2021 قامت روسيا بتدمير قمرها الصناعي أيضًا، وفي أكتوبر 2021 قامت الصين بتدمير قمرها الصناعي هي الأخرى. وفي رأسهم الولايات المتحدة بخبرة 15 عامًا بتدمير أقمارها الصناعية! لمَ تدمر الدول أقمارها الصناعية؟ يجب التنويه هنا أن بعض الأقمار الصناعية يتم صناعتها خصيصًا لغرض التجسس، وتحمل بداخلها معلومات سرية وقيمة، وهذه الأقمار الصناعية في بعض الأحيان تصل لأرذل العمر فتتعطل وتسقط، وفي حالة السقوط هذه لا يمكن الجزم أنه تم حساب كل خطوة بدقة لمعرفة عمّ إذا كانت ستسقط في نفس الدولة التابعة لها أم لا، لذا يقومون بتدميرها تحسبًا، لكيلا تستفيد أي دولة أخرى ممّ يحتويه هذا القمر الصناعي من معلومات سرية. السؤال هو: هل يا ترى سيتطور الأمر لتدمير الدول أقمارًا صناعية تابعةً لدولٍ أخرى؟
لم تدمر الدول أقمارًا صناعية ليست تابعة لها؟
تلعب الأقمار الصناعية دورًا كبيرًا في تنسيق وترتيب الجيوش والإستراتيجيات العسكرية للدول في الأرض، لأنه من خلالها يتم تحصيل حصيلةٍ وافرة من المعلومات عن الدول المستهدفة. فإن تمّ تدمير القمر الصناعي الذي يزوّد دولته بمَ يحتاج إليه من معلومات ستُشَل مثالية التخطيط والترتيب للإستراتيجية المُراد إتباعها! ويمكن بدلًا من تدمير القمر الصناعي، القيام بشلّ عمله عن طريق التشويش الراديوي من قمر صناعي آخر أو من محطات من الأرض، فيطفو حول المدار الأرضي ولكن لا يمكن الانتفاع منه. يمكن أيضًا تزوير الإشارات الخاصة بالقمر الصناعي! فتظن الدولة المُرسلة لهذا القمر أن هذه الإشارات مُلتقطة من قِبله، ولكنها في الحقيقة قادمة من دولة أخرى تتلاعب بهذه الإشارات، تخيّل معي مدى قوة تزوير الإشارات اذا اُستخدمت ضد دولة أخرى! بل يمكن أيضًا منع الأقمار الصناعية من القدرة على التصوير وتهكيرها، فيمكن التلاعب بدول عن طريق أقمارهم. قوة لا يُستهان بها عزيزي القارئ! يتم العمل عليها من قِبل دول كثيرة ودراستها بجدية.
من الجدير بالذكر أنه قبل ثلاث سنوات قامت أمريكا بإرسال ثلاثة أقمار صناعية مدارية تدور بتزامن مع حركة الأرض هدفها هو مراقبة الأقمار الصناعية الأخرى، وكأنها تمتلك أعينًا تحميها...هناك في الفضاء! بل وتم التقاط إشارات أن هناك أقمار صناعية روسية اقتربت جدًا من أقمار صناعية أمريكية بشكلٍ يثير الريبة ثم ابتعدت، تاركةً مجال للشك حول ما قد حدث عندما اقتربت. ومن شبه المؤكد أنها اخذت صورًا للقمر الصناعي أو حاولت سرقة تقنيته، وأحيانًا تكون عمليات تجريبية لبعض الأبحاث.
حرب الفضاء الأولى
أن نرى احتمالية وقوع حرب في الفضاء بلا جنود بشريين بل أقمارًا صناعية وما إلى ذلك، هو واقعنا الان. فالحرب اليوم لا تتطلب ما كانت تتطلبه سابقًا. جنود الحاضر هم: عقول نابغة، بيئة داعمة، تقنية متطورة، وخيال واسع!
مُلاحظة: هذه المقالة تعتبر تلخيص لإحدى أعمال الدكتور نضال قسوم على اليوتيوب.
تم نقل تدويناتي لمدونتي الخاصة دانة محمد – مدونة (danamohammed.blog) تسرني زيارتكم!