" وقت لا خير فيه ضائع "

               بسم الله الرحمن الرحيم

( الله المسؤول المرجو الإجابة أن يحسن إلى الأخ علاء الدين في الدنيا والآخرة وينفع به ويجعله مباركاً أينما كان ، فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ونصحه لكل من اجتمع به ، قال الله تعالى إخباراً عن المسيح ( وجعلني مباركا أينما كنت ) أي : معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته ، فهذا من بركة الرجل ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ومحقت بركة لقائه والاجتماع به بل تمحق بركة من لقِيَه واجتمع به فإنه يضيع الوقت في الماجريات ويفسد القلب وكل آفة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت وفساد القلب وتعود بضياع حظه من الله ونقصان درجته ومنزلته عنده ولهذا وصى بعض الشيوخ ، فقال : احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها وكان ممن قال الله فيه ( ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ، ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا أقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى واتبعوا أهواءهم وصارت أمورهم ومصالحهم فرطا ، أي : فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم واشتغلوا بما لا ينفعهم بل يعود بضررهم عاجلا وآجلا ، وهؤلاء قد أمر الله سبحانه رسوله ألا يطيعهم فطاعة الرسول لاتتم إلا بعدم طاعة هؤلاء فإنهم إنما يدعون إلى ما يشاكلهم من اتباع الهوى والغفلة عن ذكر الله والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى تولد ما بينهما كل شر وكثيرا ما يقترن أحدهما بالآخرة ولا يفارقه ، ومن تأمل فساد أحوال العالم عموما وخصوصا وجده ناشئا عن هذين الأصلين فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعلم به فيكون من الضالين واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه فيكون من المغضوب عليهم ) .

ا.هـ

# فوائد مُستخلصَة :

١. بركة الرجل تكمن في تعليمه للخير ونصحه للناس .

٢. كل آفة تدخل على العبد سببها ضياع الأوقات فيما يفسد القلب .

٣. اقتران الغفلة عن ذكر الله والدار الآخر مع اتباع الهوى سبب فساد أحوال العالم .