بقلم اسعد عبد الله عبد علي
منذ أن بدأت قناة الشرقية بثها عام 2004, وهي تبث سمومها ضد العراق, خصوصا أن مالكها بعثي, مقرب من عائلة الطاغية صدام, وهو سعد البزاز, مدير الإذاعة والتلفزيون في عهد صدام, ونائب عدي في نقابة الصحفيين, فكان طبيعيا أن تنتهج قناة الشرقية العداء للعراق, لأنه كان السعي لاجتثاث كل جذور الشجرة الملعونة في العراق, ( عائلة صدام وحزب البعث), فكان دورها خطيرا في كل الأزمات, بسبب امتلاكها لخبرات إعلامية ومخابراتية بعثية, تتقن فن الإشاعة والكذب, وتفهم دورها في الحرب الإعلامية.
كان الحشد الشعبي, يمثل حائط الصد لكل محور الشر, فوقف أمام مشروع تقسيم العراق لدويلات متناحرة, لذا كانت كل جهود قناة الشرقية,متوجه لمحاربة الحشد الشعبي المبارك.
عملية خلط الأوراق, من الفنون التي تميزت بها الشرقية, للضحك على السذج, وخلخلة الوضع العام, وصنع وهم يتقبله الناس كحقيقة, وبالتالي حصول الفوضى والاضطرابات, مستندة في عملها لحالة الانفلات لبعض الكيانات السياسية, أو الفصائل العسكرية, أو الدفع ببعض السياسة, للتصرف حسب الأهواء البعثية, بعلم او بدون علم, مما يؤسس لشرخ بين الأخوة, من نفس الكتلة السياسية.
بما أن اغلب فصائل الحشد, تعود للكيانات السياسية المنضوية تحت عنوان التحالف الوطني, فكانت الجهود الإعلامية لقناة العهر الشرقية, عبر تقارير وأخبار مفبركة, على أشدها ضد التحالف الوطني, بهدف تحجيمه وبعثرة مكوناته, عبر دعم (س) ضد (ص) , ودس السم بالعسل, واستغلال غياب الرؤية للبعض, وعدم وطنية الأخر, أو رضوخ البعض للإغراءات, إلى أن وصلنا لتقاطعات كبيرة, بين مكونات التحالف الوطني, كما حاصل الآن.
الآن الشرقية نيوز تسعى إلى استغلال, بعض التصرفات بعض فصائل الحشد الشعبي, أو المحسوبة على الحشد الشعبي, فقد عرضت الشرقية أخيرا فيديو, يظهر عدد من عناصر سرايا الخراساني المسلحين, وهم يتحركون بكل حرية في بغداد, وفيديو أخر لعناصر مسلحة من أنصار اليعقوبي, في مكان يبدو انه قرب مجسر ثورة العشرين في النجف, وهم يرددون (الهوسات) غضبا لما تعرض له النائب عن الفضيلة عمار طعمة, على يد مقتحمي البرلمان من أتباع التيار الصدري.
فهي تحاول عبر هذه التقارير أشاعت روح الكراهية بين الفصائل, وتأجيج الإحداث, وإعطاء انطباع للخارج, أن الوضع العراقي منفلت, وانه بيد الفصائل المسلحة, وترسل رسالة إلى الشارع, من إن مكونات الحشد تعيش صراعات كبيرة, عبر تركيزها على التهم المتبادلة, بالإضافة لإشاعة أخبار عن انسحاب مقاتلي الحشد الشعبي, من قواطع العمليات, كي يعيش المجتمع بحالة من الذعر, ومن جهة تركز على ضعف هيبة الدولة, كل هذا يصب في هدف واحد, وهو تدمير العراق, عبر إشاعة الكراهية والحقد بين العراقيين.
قنوات العهر, لن تبدل ثوبها, ألا بتبدل مالكها, وتحولها لأيدي نزيه وطنية, لذا يمكن أن نعتبر أن دورة حياة الشرقية لن تتغير, واعتقد من يريد إسكات صوت العهر (الشرقية) وأمثالها, عليه القيام بثلاث خطوات:
أولا: على الحكومة العراقية تشكيل فريق من خبراء القانون, كي يشكلوا جبهة لمحاربتها قانونيا, للحد من خطورتها, وإرجاع الحقوق. بالإضافة إلى حث هيئة الاتصالات, على ملاحقة تجاوزات قناة الشرقية, عبر قائمة اتهامات قانونية.
ثانيا: تهيئة برامج تعري قناة الشرقية وأمثالها, برامج على درجة عالية من المهارة والخبيرة والتقنية, كي يكتشف المتلقي عهر الشرقية, فيبتعد عنها الجمهور, وتفشل كل جهودها.
ثالثا: أقامة مؤتمر للقنوات الفضائية العراقية, للاتفاق على برنامج موحد, في الدفاع عن ثوابت الوطن, ضد أي قناة عاهرة تتصيد في الماء العكر, فالجهود الجماعية تكون أكثر تأثيرا, من الجهود الفردية, في الدفاع عن الوطن.