أذكر عندما اعتدنا في المدرسة ترديد (لا تنظر إلى نصف الكأس الفارغ ولكن انظر إلى نصفه الممتلئوأنا أقوللا تنظر إلا إلى الكأس.


حكمة نتعلم منها الكثير، وكلما كبرنا أدركنا 

بأنها ليست بالقانون الحياتي الذي يجب 

أن نطبقه بحذافيره، إنما هي لمن مرَّ 

بتجارب أخرى وحصل على نتائج 

مختلفة، لذا أيضًا بإمكاننا تغييرها

 وتفسيرها من جديد، وكلما مررتَ بتجارِب 

تغيَّر منظورك لكل الأشياء من حولك.


‏ كيف نتعلم من هذه الحكمة بالذات؟

الكأس هو كل ما يرزقنا الله به، ثم نبدأ 

بملئه بما نريد مَلْئًا متواصلًا بإدراك 

أو بغير إدراك، ولكن لا تنظر إلى 

ما في الكأس بل اجعل الكأس 

هو كل ما تملكه واحمد الله عليه.


مثال على ذلك:

صديقات مقربات يجتمعن اجتماعات 

متواصلة ثم تبدأ كل واحدة بسرد 

قصص كثيرة عن حياتها وعما حدث 

في الأيام الماضية، ولكن إحداهن 

لا ترى ولا تسمع سوىكيف يرزقهم الله 

بكل هذا وأنا على حالي؟ أولادها 

لا يبخلون عليها بشيء ويزورونها 

زيارة شبه يومية وأنا لاأحد منهم يزورني 

أو يتواصل معي يوميًّا، أو زوجها يأخذها 

معه لكل رحلة عمل وأنا لا أذكر 

متى خرجنا لنزهة.

المشكلة هنا أننا نرى الغير مرجعًا لحياتنا، 

أي حياتهم بما فيها كلها نعم من الله 

وأنا فقيرة النعم ليس عندي حتى

 ما أتحدث عنه.


‏ ما الحلول المساعدة على التخلص

 من هذه العادة؟

أولًاالثقة بالله، ولن نتهذب ونفكر

 بكل ما حولنا على أنه نعمة ابتداء

 من الحياة الموهوبة لنا من الله والحواس 

إلا عندما نثق بأن الله هو الرزاق والوهاب،

 وبعض الناس لا يشعرون بالألم حتى

لذلك هو نعمة، والبيت والأهل والأصحاب

 قلّوا أم كثروا.


ثانيًالا أحد يختار كل شيء في حياته؛ 

أي من المستحيل أن تغيّر والديك أو بيئتك، 

كل شيء وضعه الله لك في مكانه الصحيح.

وعندما تفتقد أحدًا ما اسأله ولا تسأل عنه؛

 ولا تقل لم يسأل عني

بادر ولا تنظر لما مضى،

 صدِّقْني الخير يرجع لك 

بشكل مضاعف أيضًا.

لا تكتم كل شعور سلبي بسبب شخص ما، 

الدائرة تدور؛ لا تتوقف، ودائمًا انظر لنفسك 

وأن المشكلة لا تحتاج إلا حلًّا.


ثالثًاأنت لست الضحية؛ المقصد أنه كل 

ما يحدث لك ليس بسبب الغير فقط،

 انظر لنفسك وراقبها خلال الأيام كلها.


رابعًاانظر للأقل منك بالأشياء الحياتية

 من مال إلى أشخاص،

 لا تقارن نفسك بغيرك، 

اقنع بما لديك وامضِ.


خامسًالا تعلق قلبك بالحياة وما فيها أبدًا،

‏ ولا تبذل كل مجهودك بالدنيا وبما فيها فقط،

 وهذا ما يشغلكإنما الحياة رحلة؛

 والزاد زادالآخرة؛ وستؤجر على كل شيء؛

 لذلك لا تخف.


ما العلاقة بين كل هذه النقاط والكأس؟

الأبناء هم الكأس، والتركيز على كل 

ما يظهرونه من سلوكيات وتصرفات

 للمقارنة هو الخطأ،

 والأمر سيّان مع كل شيء.