بقلم اسعد عبد الله عبد علي
المزايدة في السياسة, هو عملية تبني قضية مستحيلة, أو عدم القدرة على تنفيذها, أو هي لا تمثل للمزايد أولوية, والاهم أن تحاكي خيال الناس, فالمزايد يتبناها, ليكون بنظر الناس, هو الأصلح, والأشجع, والأكثر حكمة, والمنقذ, ومن جانب أخر بالمزايدة يسقط كل خصومه, فالمزايدة طرفها الأخر هو تسقيط المنافسين, فيتحولون في أعين الناس, في خانة الجبناء والخونة, والأغبياء, والسفهاء , أما لب القضية ( التي رفعت شعار المزايدة), فلا يتحقق منها ولا خطوة واحدة.
فانظر لخطورة سلاح المزايدة, ومدى خطره على وعي الأمة.
الطاغية صدام كان ملتزم بالمزايدة, كأسلوب أعلامي لكسب التأييد الشعبي, خصوصا بين المجتمعات العربية, التي تطرب لأي قصة خرافية, عن بطل منقذ, يحارب الوحوش, فمثلا قصة صدام في بداية الألفية الثالثة, عند طلبه عبر الأعلام, من دول الجوار العربي, أن يفسحوا المجال للجيش العراقي, ليعبر لحدود إسرائيل ليضربها, ثم مسرحية تشكيل جيش القدس, الذي ينتظر الانطلاق نحو فلسطين, عندها طبل الإعلامي العربي, وتضخمت صورة صدام, في أعين المجتمعات ذات الوعي المحدود.
حقق صدام كسب أعلامي كبير من هذه المزايدة, والى الآن فئات من الشعوب العربية تتغنى باسمه, باعتباره بطل خذله القادة العرب الجبناء, أما القضية التي رفعت "تحرير فلسطين", فلم يحصل فيها ولا خطوة واحدة, فانظر إلى أي مدى سفهت المزايدة وعي الأمة.
الأشهر الأخيرة أصبح شعار الإصلاح, ومحاربة الفاسدين, وسيلة للهرب من الفشل, الكل رفعه, مع أن الكل متمسك بمغانمه, التي حصل عليها من خراب السنوات السابقة, وأخرها ما حصل في السبت العجيب, حيث كانت المزايدة بأبشع صورها, مع امتلاك المزايدين لأفق محدود, مما انذر بحدوث فاجعة للأمة, حيث تحولت الإحداث لحفرة كبيرة, كادت تبتلع العراق, خصوصا مع ركوب البعث موجه التظاهرات, بالإضافة لمخطط أمريكي سعودي مع طرف محلي, لتحقيق انقلاب يهد أسس الدولة العراقية, والعودة إلى الصفر, وحصل هذا تحت ظل "مزايدة" احد الساعين لمجد من الوهم, لولا تدخل الحشد الشعبي, الذي أبطل مفعول المزايدة.
ألان نراهن على وعي الأمة, الذي أصبح اكبر من السابق, فهو الوحيد القادر على إفساد المزايدات, فالمزايدون يستغلون غياب الوعي.