النُّهى بين شاطئيك غريقُ والهوى فيك حالمٌ ما يفيق

 

ورؤى الحبِّ في رحابك شتَّى يستفز الأسير منها الطليقُ

 

ومغانيك في النفوس الصديا ت إلى ريِّها المنيع رحيقُ

 

إيه يا فتنة الحياة لصبِّ عهده في هواك عهد وثيق

 

سحرته مشابه منك للخلد ومعنى من حسنه مسروق

 

كم يكر الزمان متئد الخط وغصن الصبا عليك وريق

 

ويذوب الجمال في لهب الحب إذا اعتيد وهو فيك غريقُ

 

تتصبيني به في دجا الليل وقد هفهف النسيم الرقيقُ

 

مقبلاً كالمحب يدفعه الشوق فيثنيه عن مناه خفوق

 

حملته الأمواج أغنية الشط فأفضى بها الأداء الرشيقُ

 

نغماً تسكر القلوب حميَّاه فمنها صُبوحها والغبوق

 

فيه من يحرك الرفق والعزف ومن أفقكِ المدى والبريقُ

 

أنت دنياه رفافة بمعنى الروح وكونٌ بالمعجزات نطوق

 

رضى القيد في حماك فؤاد عاش كالطير دأبه التحليقُ

 

ما تصبته قبل حبك يا «جدة» دنيا بقيدها وعشيقُ

 

حبذ الأسر في هواك حبيساً بهوى الفكر والمنى ما يضيق

 

«جدتي» أنت عالم الشعر والغنوة يروي مشاعري ويروق

 

تتمشى فيك الخواطر سكرى ما يحس اللصيق منها اللصيق

 

«جدتي» لا التي يحب الخليُّون شقاء عذب وسر أنيق

 

أنت مرتاد وحدتي إن تبتلتُ وإن شنتُ عالمٌ مطروقُ

 

لي ماض لم أنسه فيك قد غصَّ بشدوه غروبه والشروق

 

تتناجى أصداؤه في بواديك إذا عادها الخيالُ الطَّروقُ

 

كم معنَّى مثلي يطارحه الحبُ فينبو به السبيل الزليق

 

ودعيِّ يصطك في فمه القولُ عثاراً مكانه مرموق

 

أمن العدل أن يشاكلني فيك جبانٌ عما أزيغ فروق

 

لا تلومي على عتباك حرٌ قلبه منك بالجراح شريقُ

 

والغرام المباح شر الجنايات فهل يقنع الجمالُ النزوق