يمكن أن تكون النشأة مع والدين انانيين أمرًا خطيرًا على الصحة العقلية للاطفال.

Christine B. L. Adams M..

تم النشر في ١٣ مايو ٢٠٢٢ | تمت المراجعة بواسطة هارا إستروف مارانو

د. سالم موسى القحطاني

النقاط الرئيسية

• ينشئ الآباء المنغمسون في انفسهم - الذين يرغمون أولادهم على ان يكونوا نسخة من شخصياتهم -علاقات مع أطفالهم ينعكس فيها الأدوار، حيث يقوم الطفل نفسياً بتقديم خدماته إلى الوالدَين, وهذا يأتي على حساب رغباته وهواياته ونوعية الحياة المليئة بالفرح التي غريزيا يسعى لتحقيقها في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

• يظهر الأطفال استجابات نفسية للوالدين الانانيين حسب شخصية الطفل.

• يذعن بعض الأطفال لمطالب الوالدين الذين تتمحور شخصياتهم حول انفسهم فقط، بينما يكون الاطفال في الجانب الاخر على صراع مفتوح معهم.

يعاني العديد من الأطفال من مشاكل عاطفية خطيرة من العيش مع والد منغمس في نفسه. وهذه نتيجة طبيعية لتجاهل احتياجات الطفل واستخدامه كامتداد للوالد. في كثير من الأحيان، يعني هذا عدم تلبية احتياجات الطفل المادية والمعنوية  ووجهات نظره في ان يكون له شخصيته مستقلة وفقدانه احتياجاته العاطفية وربما هي الاهم.

علاقة الدور العكسي

كل شيء يدور حول الوالد الذي يمتص نفسه بنفسه. العلاقة من طرف واحد ويوجهها الوالد. مثل هذا الوالد يجنّد الطفل في رعايته وتحقيق رغباته. وهذا يخلق علاقة "عكس الأدوار" وهي غير مناسبة لنمو الطفل وتطوره ورفاهيته.

يتمتع الآباء المنغمسون في أنفسهم بالعديد من الخصائص من حيث علاقتهم بأطفالهم. وقد تم تلخيص سمات العلاقة هذه بشكل جيد من قبل كل من Nina W. Brown و EdD و LPC و Children of the Self-Absorbing و Lindsay C. Gibson، PsyD. في الأطفال البالغين من الآباء غير الناضجين عاطفيا. يتلاعب مثل هؤلاء الآباء بالطفل لضمان بقاء بقعة الإعجاب تتمحور حول الوالد. وهؤلاء الإباء يفتقرون إلى التعاطف مع احتياجات الطفل العاطفية. وقد يظهرون الغيرة مع أي خطوات يتخذها الطفل نحو التفرد - أن يعبر الشخص عن نفسه ويكون له شخصيته/ شخصيتها الخاصة.

ردود الأطفال العاطفية

يتأثر الأطفال بالنمو مع الوالدين اللذان يركزان على الذات. و عندما يشعر الطفل ان ارتباطه كفرد بأحد والديه لا تسير بشكل مرضي ويلبي احتياجاته، فهناك العديد من العواقب العاطفية والنفسية للطفل ستواجهه مستقبلا.

عندما يتم تجاهل فردية الطفل، فإن ذلك يؤثر علية من ناحية "احترام الذات والثقة بالنفس". يمكن أن يؤدي تدني احترام الذات بدوره إلى القلق والاكتئاب، والأفكار الانتحارية، وتعاطي المخدرات، كمخرج للحالة النفسية, والسلوكيات الجامحة.

هناك مجموعة متنوعة من العواقب التي يعاني منها الأطفال عندما يكبرون مع والد أناني. هل هناك أنماط يمكن تمييزها في معاناتهم؟ هوميروس ب.مارتن. M.D. ، وجدت أن هناك. يتفاعل الأطفال مع الآباء المتمركزين حول الذات بشكل مختلف بناءً على نمط شخصية الطفل. يتم إنشاء هذا النمط من خلال كيفية تكييف الطفل عاطفياً داخل الأسرة. اكتشفنا أن أنماط الشخصية تتشكل إلى نوعين - كلي القدرة القهرية وعاجزة.

التأثيرات على الأطفال القادرون

يحاول الأطفال القادرون "المغلوب على امرهم جاهدين في نيل رضى الوالدين الأنانيين او احدهما. تأتي هذه التسمية المطلقة من اعتقاد الطفل اللاواعي بأنه قوي نفسياً وقادر على تلبية احتياجات وطلبات الوالدين، بغض النظر عن مدى ملاءمتها. يتم تدريب هؤلاء الأطفال ليكونوا متناغمين عاطفياً مع ما يحتاجه الوالدان ويريدانه. إنها مهمة صعبة ووظيفة مستحيلة للبالغين، ناهيك عن طفل صغير.

ويعمل الطفل ذو الشخصية القادرة "المطلقة" كمكمل لوالد يركز على الذات. سيحاول الطفل القادر على رعاية وتلبية احتياجات ورغبات الوالد الأناني.



نظرًا لأن الأطفال المغلوب على امرهم يسعون جاهدين لفعل ما يريده والدهم، او تطلبه والدتهم, فإنهم سيقعون في التقصير دون ارادتهم. ولكون الآباء الأنانيون يطلبون الكثير وهم متقلبون، ويغيرون مطالبهم بسهولة. فانه عندما  يفشل هؤلاء الأطفال في إرضاء أي من الوالدين الأنانيين، فإنهم أي الأطفال يشعرون بالذنب، ما يترتب عليه القاء اللوم على انفسهم، وينتج عن ذلك الى فقدانهم الثقة بالنفس  وفقدانهم التقدير لذواتهم.

يشعر الأطفال القادرون او المغلوب على امرهم بالقلق، والاكتئاب، ويعتقدون أنهم ليس لهم قيمة تذكر لفشلهم في مطالب الوالدين الأنانيين. هذا يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض العاطفية مثل الاكتئاب والفشل الأكاديمي والانسحاب الاجتماعي من الأصدقاء والأفكار الانتحارية وتعاطي المخدرات واضطرابات الأكل.

التأثيرات على الأطفال العاجزين

الدور الآخر المشروط عاطفيًا للأطفال في الأسرة هو الدور العاجز. يتم تربية هؤلاء الأطفال بشكل مختلف عن الأطفال القادرون. يشير العاجز إلى معتقدهم غير المدرك وأفعالهم التي لا حول لهم ولا قوة في علاقاتهم. يتم تربيتهم ليكونوا منغمسين في أنفسهم، مثل الطريقة التي كيفهم عليها والدهم "الجد" الأناني. في هذه الحالة يكون لدينا الوالد والابن يتبنون شخصية واحدة, الوالد العاجز والطفل العاجز يتنافسان بقوة مع بعضهما البعض. كل واحد يريد أن يكون الأفضل في العلاقة. كل يريد  ان يطبق ويواصل طريقه أو طريقها كيفما يريد. غالبًا ما يتعرض الشباب حينما يصلون مرحلة البلوغ وخاصة الذين يعانون من عجز جنسي للمضايقات من قبل والدهم الأناني بالإهانة والشتائم.

في أوقات أخرى، قد يكونون أطفالًا مفضلين، ويعتبرهم الآباء الأنانيون متميزون. يحدث هذا لأن الوالدين يعرضان خبراتهم المغروسة فيهم من ابائهم والنحيط المجتمعي النظرة السائدة المتمحورة حول الذات على الطفل بحيث يكون او يجب ان يكون للصورة النمطية السائدة "غالبا" كما يتخيلها الكثير من الاباء.

الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون العاجزون جنسيًا يتنمرون ويقاتلون مع والديهم. هذا يمكن أن يخلق صراعًا لفظيًا وحتى جسديًا، حيث ينفجر كلاهما بمطالب لشق طريقهما في العلاقة.

قد يهرب المراهقون ذوو الشخصية العاجزة من المنزل، أو يشوهون أنفسهم، أو يتعاطون المخدرات، أو يتورطون في مشاكل قانونية. من المرجح أن يكونوا متقلبين ظاهريًا في ردود أفعالهم تجاه الوالد المنغمس في الذات أكثر من الأطفال ذوي الشخصية القهرية، الذين يقللون من ردود أفعالهم العاطفية.

الصعوبات تتوالى عندما يصلون لمرحلة الرشد.

لسوء الحظ، لا تختفي آثار العيش مع والوالد المنغمس في نفسه في نهاية الطفولة. عندما يكبر الأطفال إلى سن الرشد، يستمرون في التواصل مع الأشخاص الأنانيين الآخرين بنفس الطريقة التي تم تكييفهم بها عاطفياً عندما كانوا اطفالاً.

اكتشفنا أن الأطفال ذوي الشخصية القادرة او القخرية غالبًا ما يتزوجون من رفقاء يركزون على أنفسهم. يركزون على إرضاء ورعاية شريكهم ويهملون أنفسهم في العلاقة. في كثير من الأحيان، يمشون على قشر البيض العاطفي، ويسعون جاهدين لعدم  مضايقة شركائهم أبدًا.

قد يشكل الأطفال العاجزون نفس العلاقات عالية الصراع مع الأشخاص الأنانيين الآخرين. ويكونون دائمًا في مسابقة للحصول على طريقهم في العلاقة. قد يكون لديهم انفجارات عاطفية متكررة وحتى مشاحنات جسدية.

والمخرج لك حينما تقرر ان تصبح أبا او اما

نأمل من الأشخاص الذين يتصرفون في سلوكهم واسلوب تفكيرهم  وفق ما كان قد غرسة فيهم والديهم او احدهم ان يكون لديهم إرادة راغبة في تحسين أنفسهم قبل أن يصبحوا آباء. يمكنهم القيام بذلك من خلال تقييم حالتهم العاطفية واساليبهم الخاصة بهم بكل صدق وتجرد.

كيف نشأت؟ هل انغمست في مثل تلك الظروف في طفولتك وسمح لك أن تشق طريقك كثيرًا؟ هل استجاب أفراد العائلة  لطلباتك أو مطالبك أو نوبات الغضب التي عصفت بك، ومهما كانت غير معقولة؟ هل تتوقع أن يلبي الآخرون رغباتك  وانهم لن يحبطونك أبدًا؟

إذا كانت الإجابات على هذه الأسئلة إيجابية بالنسبة لك، فمن المحتمل أنك نشأت في وسط اسري كان دورك فيها هو "العاجز"

ولذا عليك ان تصحح مواقفك المبنية على عواطفك وأسلوب تربيتك التي تجزم بصحتها او تراها كذلك, قبل ان تصبح أحد الوالدين الذي من المحتمل ان تؤذي اطفالك وتحرمهم من متعة الطفولة وبالتالي تورثهم العلل التي تلمسها بنفسك الان.

ابحث عن العلاج النفسي واعمل مع معالج. من خلال القيام بذلك، يمكنك أن تكون مستعدًا لتربية أطفالك بطريقة معقولة، والاستماع إلى احتياجاتهم ووجهات نظرهم وفرض التوجيه والانضباط الحكيم بالحب والمكافئة. من خلال القيام بوظيفة تغيير نفسك اولا، ولتعلم ان طفولتهم لن تكون كلها عنك.

The Effects of Self-Centered Parenting on Children | Psychology Today


ملاحظة: الاطفال الذين يتمتعون بنوعا من الحرية ويعيشون حياة نوعية مليئة بالخب والحنان والدعم الابوي فهؤلاء لا تنطبق عليهم شروط مركزية الاب كما في المقال اعلاه...د. سالم موسى القحطاني