أحببتُك بكل ما أُتيت من طهر وبياض .. أحببتُك بجبروت انوثتي ، ووجهي الذي يلاحق كل رجل نظر إليه مثل لعنة حتى الموت ، أحببتُك بنصفي الثقيل الذي ينضح بك ويدنيني إليك طوعاً ، وأحاول أن اكرهك بنصفي المتمرد الذي يحتله كبرياء متغطرس ، طمعاً بأن يقذفني بعيداً عنك وعن عنادك وغرورك .
منذ أن رحلت عني ورحلت عنك .. وأنا أحاول أن ارتل وعود الكره أناء الليل وأطراف النهار ، واسجد لله داعية أن " انزعه مني يا الله " .. واحدث قلبي المكلوم بالوجع ، بأن تلك المشاعر سريعة العطب ، ولم تكن سوى فقاعة حلقت فأنفجرت ، ولم يبقى لي معك سوى مستقبلاً زرعته وإياك ، وسأحصد ثماره وحدي .
ولكن ماذا عن ذراعيك التي كانت طوقاً لسعادتي ، وماذا عن قناديل البهجة التي اضأت بها دربي بمستقبل مشرق ، وكيف سأواصل المسير وطيفك مشيدٌ بأحداقي ، بل كيف سأمحي ذاكرتي المملؤة بك ، وأنا أتعثر بها كلما ادعيت بأن النسيان حالفني ، لأجدني اقع على قلبي بألم .
خارج النص ..
حينما تكون المشاعر المتبادلة من الطرفين هي الرابط الوحيد الذي يجمعهما ، ثم تشاء الأقدار أن يفترقا ..يصبح النسيان ودفن المشاعر وتجاوز الذكريات مسألة وقت فقط .
ولكن حينما تبنى العلاقة بين الطرفين على اساس وثيق اوله العِرق المتشابه الذي يتحور إلى مشاعر متخمة بالجنون واللهفة ، وحاجة كلا الطرفين لمساندة الاخر عملياً وحياتياً ، فإن فقد إحداهما الاخر تتوقف العجلة عن المسير ، وتتكبل الأيدي وتغدوا الحياة أقرب إلى جهنم ، هنا يتقاعس النسيان عن طرق الأبواب ، فـ كلاهما احتل ذاكرة الاخر العاطفية والعملية وحتى الأجتماعية ، في حين أن انقطاع جميع الروابط يمكن تجاوزها والمضي من دونها ، سوى الحب إن كتبت نهايته وتمزق بينهما ، ستحرقهما الأيام حتى النخاع مع كل تواصل باهت تفرضه الروابط الأخرى .