النسوية كلمة تعبر عن المرأة وحقوقها في منافسة الرجل في كل المجالات الحياتية العلمية والعملية ومن ذلك حقل الأبداع والنقد الأدبي فهي عبارة عن حركة نسائية تهتم بدعم ودراسة كل ما هو نسائي أي: صادر عن نساء ففي حقل الأدب مثلاً يتمثل في دعم كل إبداع أو إنتاج أدبي يصدر من الأديبات النساء ولدينا في المجتمع العربي إنتاج أدبي هائل لأديبات سيدات منهن على سبيل المثال (مي زيادة، وعائشة تيمور، وأحلام مستغانمي، ورضوى عاشور، وحنان لاشين).

والبعض تشدد في هذا الأمر فصارت هذه الحركة عبارة عن محاولة لإثبات جدارة وكفاءة النساء في كل المجالات وتغلبها بشكلٍ لا يحتمل الخطأ على الرجل في كل هذه المجالات فتحولت بذلك إلى عداء ومنافسة شرسة بين الرجل والمرأة في كل المجالات بما في ذلك حقل الإبداع والنقد الأدبي والبعض الآخر توسط في هذا الأمر فصارت حركة تنبذ كل إساءة للإبداع الأدبي للأديبات النساء أو محاولة للانتقاص منه وترفض كذلك هذا التشدد تجاه الإنتاج الأدبي الرجالي والمعيار الوحيد عندهم في ذلك كفاءة النص الأدبي التي تحددها المعايير النقدية بغض النظر عن جنسية المبدع.

نشأة الحركة النسوية

ترجع نشأة هذه الحركة إلى النهضة الأوروبية الحديثة في كل المجالات الصناعيو والسياسية والعلمية والأدبية والإجتماعية فكان من أسس هذه النهضة تغيير النظرة والمعاملة التي يعامل بها النساء والكف عن النبذ والإقصاء للأدوار التي يحتكرها الرجل لنفسه ويحتفظ بها.

وما لبثت هذه النظرة الجديدة وهذا المفهوم الحديث حتى انتقل إلى حقل الإبداع والنقد الأدبي وتزامن ذلك مع الثورة النقدية الحديثة التي حاربت المناهج النقدية السياقية وأتت بمناهج نقدية جديدة تهتم بتجليل ودراسة النص الأدبي مثل البنيوية والتفكيكية والنقد الثقافي.

فظهر إلى الوجود أديبات نساء بإبداعات أدبية نسائية تنافس نظيرها عند الرجال وهم كثر فمنهم عندنا في المشرق العربي عائشة التيمورية ومي زيادة ورضوى عاشور وحنان لاشين وأحلام مستغانمي وغيرهن الكثير.

مصطلحات ومفاهيم نسوية

للنسوية مصطلحات ومفاهيم متعددة أتناول منها الآتي:

1- الجندر:

الجندر هو مصطلح يدور حول معاني تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة والمساواة الاجتماعية بينهما وأحقية المرأة بالتواجد في المراكز التي يحتكرها الرجل لنفسه عادةً مثل المناصب القيادية والإدارية وتسعى أن يكون الرجل شريكاً للمرأة في مسؤلياتها مثل الرعاية المنزلية وتربية الأبناء حتى يتسنى لها التقدم مثله في سلم الدرجات الاجتماعية والعلمية والإدارية ويسعى هذا المصطلح كذلك إلى تغيير الثوابت المجتمعية المتأصلة في أذهان الناس عن دور المرأة ودور الرجل وإثبات أن المرأة تستطيع القيام بدور الرجل وكذلك الرجل يستطيع القيام بدور المرأة وهذا للأسف أسيئ استخدامه فتغير الحال من تحيز للرجال إلى تحيز للنساء فتوصلنا لنفس المظلومية.

2- التحرر:

والمقصود بالتحرر عند النسويات ترك كل ما يعتقدونه قيداً اجتماعياً يكبل حركة المرأة ويطالبها بأسلوب حياة ونمط معين في التحركات والملابس لا يصح أبداً أن تتجاوزه وإن فعلت صارت مجرمة في نظر المجتمع فيهدف التحرر إلى ترك كل ذلك وأن تختار المرأة لنفسها وذلك أكثر ما أسيئ استخدامه حتى قد هوجم بهذا المفهوم الكثير من الأخلاق الدينية التي تحافظ على السلامة المجتمعية.

3- تحرير المرأة:

ويقصد به تحرير المرأة من كل قيدٍ اجتماعي أو عرفي أو ديني أو أخلاقي وأن يكون لها مطلق الحرية في فعل ما تشاء بغض النظر عن أي ثوابت أو أخلاق أو معتقدات فيصير من حق المرأة التمتع بالحرية الجنسية وغير ذلك من مظاهر التحرر المزعوم الذي أدى في النهاية إلى فساد واضطراب أخلاقي في المجتمع.