كنت أحتاج لأن يشاركني العالم كله بصوته وأنا أصرخ بملئ العشق في دواخلي وأردد [ أحبك ] .. إلا أن اختنقت الأنفاس بصدري في الوقت الذي اكممُ فمي فيه ، عن صرخة بُكاءٍ حادة ، لو اطلقت لها العنان لتصدعت من جرائها جدران غرفتي ، التي احتوتني كأول عهد لي بالطفولة والعشق ، التي شهدت على براءتي وسذاجتي ايضاً .. التي ضمتني حينما اقتلعت عموي الفقري وحفرت خندقاً لكل شيء لا يشبه رحمة الله .
كانت جدتي تثني على فستاني المرصع بالزهور ، الذي جمع كل الوان الربيع لتنعكس على وجنتي ، فأغدوا كطفلة مشاكسة تملأ بضحكاتها طهر الأرض ، لاتنتمي للؤم والكيد الذي يعتصر بخاصرة البشر ، حتى تلألأ وجهك من بينهم ، فمضيت نحوك بكل دافعية ، ظناً مني أن ذاك النور حباً تضمره لي ، ثم أدركت أني أرقت ماء وجهي على أعتاب ذاك الحب .
البداية " فبراير " من النافذة الغربية يطل ليوقظ المشاعر المتدثرة في أغواري ، يملأ حواسي الكثيرة برائحة العشق ، إلا أن الخوف كان لصيقٌ بي يعد إنكسارتي ، حتى أشرق " أبريل " بمنظر النهاية وطعم الموت الأخير ، الخيبة التي تظللني من بين يدي و من خلفي ، عِندما جعلت روحي الوضاءة تُمسك ببلور الحزن القديم.
فضفضة ...
حينما يغدوا الحرف ترفاً لا يرتديه سوى أغنياء الشعور ، نحتاج إلى أن نرى أنفسنا بعيون غيرنا ، لنرى ما الضّعف الذي يعترينا .. ما مركزه ؟ ما نقطة انطلاقه..و إلى أين يسير بنا ؟!
و نرى مالخطأ الذي نرتكبه في حق أنفسِنا حينما لا نكون نحن .. و ما الزاوية التي نقبع فيها حينما نهاجم أنفسَنا بصدقنا و تلقائيتنا ! .