تدور أحداث القصة حول أم مضحية عظيمة ضحت بكل غالي ونفيس من أجل ولدها الوحيد، حيث إن بطلة القصة هي السيدة أم زيد، والتي لطالما أحبت أن يناديها الناس باسم ولدها زيد، حيث كانت السيدة أم زيد تعيش هي وزوجها الحاج لطفي في قرية صغيرة وكان لديهم حلم عظيم بأن يروا ولدهم زيد في أعلى المراتب والمناصب، ودائماً ما يبزلوا قصارى جهدهم ليروا ولدهم في أعلى مكانة، فكانت تعمل السيدة أم زيد وزوجها من الرابعة فجراً في الغيط وحلب الأبقار ليخرجوا ويعودوا عصراً بالمال والطعام لولدهم زيد، فهو حياتهم وثمرة جهدهم.
- كانت تمتلك أم زيد قطعة أرض ورثتها عن والدتها، وكانت تعتز بها اعتزاز كبير ولا يمكن أن تتخلى عنها لأنها من الغالية أمها، ولأن خيرها كثير ومكانها يذكرها بالطفولة وكم لعبت في صباها وكم سقت كل زرعة فيها بيداها، وعلمت زيد حب الأرض والحفاظ عليها فهي كل ما يملكوا في الاة، كما غرست فيه حب العمل والاجتهاد، حتى كبر زيد وصار على وشك الدخول للجامعة والكل في انتظار النتيجة الثانوية، حتى ظهرت وحصل زيد على درجات كبيرة تؤهله لدخول كلية الطب التي لطالما حلم بها، ولكن كانت صحة الأم والأب لم تعد كالسابق فقد وهنوا، حيث لم يكن النزول في الصباح أمر هين والسماء تمطر والأرض مليئة بالطين المبلل، فكانت معاناتهم كبيرة صيفاً وشتاء.
قرر زيد أن يتخلى عن حلمه ولا يدخل كلية الطب التي تعرف بكثرة مصاريفها واحتياجاتها، وقال لأبويه أنه سيدخل الحقوق أو التجارة لكي تمر السنوات سريعاً ويتخرج ويعمل معهم، ولكن الأم رفضت رفض شديد وقالت لقد قررت أبيع الأرض ونذهب معك للمدينة لكي تتعلم وتدرس ونحن نتابعك، وحين تصبح دكتور ستعوضنا، وظل الخلاف قائم في المنزل، حتى ذهبت الأم منفردة وباعت الأرض وهي تبكي على صباها وعبق والدتها ورحيق أرضها الطيب، وتبكي فرحاً بولدها الذي سيرتدي زي الطبيب الأبيض ويشرفها، وبالفعل ذهبت بالمال وأعدوا للرحيل وسط دموع غير مفهوم سببها هل هي فرح أم حزن، واستأجروا منزل في المدينة ودخل زيد كلية الطب حيث كان معه والديه ف اليوم الأول يضعوا قدماه على أخر خطوة في الطريق الذي لطالما خططوا له.
بعد سبعة أعوام من الدراسة وعمل الأب في أبسط المهن في المدينة ومحاولة الأم صنع الجبن والقشدة وبيعهم للجيران، تخرج الدكتور زيد ليكون ثمرة كفاح أبويه، ونتيجة عظيمة لصبرهم وعملهم الطيب وتضحياتهم المتتالية، وأخيراً تشعر أم زيد أن أرض والدتها لم تباع بل زرعت لها أجمل زهرة في حياتها وفتحت لها باب كانت تتمناه كثيراً.