يتساءل  العراقيون منذ سنوات، فيما بينهم، عن كيفية تراجع هيبة الدولة ،  والمعروف أن هيبة الدولة تراكمية، تبدأ من احترام قانون الطريق، إلى أن تصل إلى أعلى الدرجات وهو البرلمان اعلى السلطات التشريعية  وعدم الاعتداء على هيبته ، مهما كانت المسببات، حتى ان كان البرلمان مسخ خلق بايدي قرود السياسة فالاعتداء على هيبته ، تجاوز لكل الخطوط الحمراء، في الدول التي تحترم نفسها.

ان مايحدث في مجلس النواب هذه الايام يذكرني بمقالة قراتها  منذ سنوات عن تجربة مجموعة من علماء النفس فى اختبار سلوك القرود، وكيفية التحكم بهم عن طريق  الية المصلحة  فقد وضعوا مجموعة من القرود في قفص واحد، وفي وسط القفص يوجد حبل علقوا اعلاه في النهاية بعض الموز، وفي كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز، يقوم العلماء برش باقي القرود بالماء البارد لإيذائهم، بعد دقائق بسيطة، أصبح كل قرد يطلع بسرعة لأخذ الموز, فيقوم الباقون بمنعه وضربه حتى لا يتم رشهم بالماء البارد ويفوزوا بالموزة، وبعد ساعة لم يجرؤ أي قرد على الصعود  لأخذ الموز، وتطور الوضع فصارت القرود  تضرب بعضها البعض، وقد اعتادت هذا السلوك، حتى دون التطلع إلى الموزة أو الفوز بها،  وهكذا يفعل الآن اعضاء البرلمان  يضربون فى بعض، يضربون فى ابناء الوطن  ، ولا يوجد لهم أى هدف لمصلحة هذا الوطن، ،هم هكذا فعلا  فهؤلاء تراهم.. تسمعهم.. تحادثهم، ولا تعرف ما يريدون، ما هى خططهم  من اجل خدمة ورقى هذا الوطن، او حتى من أجل مساعدته للخروج من عنق الزجاجة سياسيا.. اقتصاديا، اجتماعيا، يتحزبون فيمابينهم وينقسمون ويبدا  التلاسن والشتم  فيما بينهم، ليس لمصلحة الوطن دولة ولا شعبا، بل لمصلحتهم.. لتنفيذ الخطط لأنفسهم، وتوسيع الساحة لهم وحدهم كلاعبين وحيدين دون غيرهم، لتحقيق السلطة والنفوذ لخدمة اهدافهم ومصالحهم.

هذا البرلمان مع الاسف  لبلد كالعراق وقدسيته واحترامه المفروض كاي برلمان في العالم ... أضاعه  اعضاء البرلمان بتخريفاتهم المبتذلة وتصرفاتهم كقردة السيرك على الشاشات الفضائية التي امست تصف شعب العراق  بالاسد النازف الذي لايعرف من أين تتسلل إليه خناجر النزف وكيف تدق أوردته كأسد عجوز شائخ متقدم في السن مقوس الظهر يقف  في وطنه الي سرقه  مجموعة من القرود  وحولته الى وطن مكدس بالموت والجوعى والمتسولين .. وجثث غير معروفة تلازم الرصيف وتكابد قر الليل وحر النهار ..ويسيطر عليه نحيب صامت مكنوز بالأماني والأحلام والرؤى الجميلة ليفيق كل يوم على  كارثة اضاعة او اهداء القرود قطعة من وطنه لتسكنها ضباع الموت ووحوش الشتات يعود للنوم ليلا وهو مطعون بخنجر الهزيمة..

 

.