اذا انها ساعه المباراه البعض يستعد لمشاهده مباراه النادي الاهلي والاخر يشد الرحال الى ملعب المباراه لمسانده الفريق وتشجيعه اذا كنت من مشاهدي المباراه فانه لا يفوتك مشاهده ذلك المدرج الممتلئ بالجماهير المرتديه للقميص الاحمر ولا يفوتك سماع تلك الاصوات العاليه المؤازره للنادي الاهلي وتلك الاغاني الجميله واذا كنت من من يشدون الرحال الى ملعب المباره فستجد على شمالك خلف المرمي مدرج كبير ملئ بالحماسه والجنون هذا ما يطلق عليه " التالته شمال " .
دعنا نجرب الدخول وسط تلك الحشود ونري ما يحدث فى هذا المدرج هل هو شئ يحدث بعفويه ام هو شئ منظم ، دعنا نفحص تلك الوجوه الشابه التى يملؤها الاخلاص والاصرار والحماس ونستمع لتلك الاصوات عن قرب وتلك الاغاني الجميله ولا حرج عليك اذا تحركت مشاعرك بدون ارادتك ورددت البعض منها معهم .
تبقى على المباراه ساعه الجميع يتأهب لصنع "التيفو" الخاص بالمباره الكل يأخذ مكانه ويعرفه تماما حتي تقدر تلك الحشود علي ايصال رسالتها من خلال هذا التيفو ، انه من العجب رؤيه هذا النظام من شباب لم يتجاوز عمرهم العشرون عاما الكل يعمل فى سكوت وصمت والفرحه تملئ وجوههم كشعور الحبيب عندما يقابل حبيبته فى يوم من ايام الربيع الصافي هذا هو الوصف لحالتهم بادق التفاصيل . لكن وقفت هنا وسألت نفسي اليس هؤلاء هم شباب الاولتراس المصنفون من قبل بعض الاعلاميين واجهزه الدوله " بالارهابيين " ومن ثم لا اجد وقتا لنيل الاجابه لان صوتهم اخرجني عن هذا التفكير وجعلني انتبه لما يقولون اذا لقد نزل لاعبي الاهلي الى ارضيه الملعب لاجراء عمليه الاحماء وكل لاعب منهم يحصل على تحيته الخاصه التى تدفعه ليخرج افضل ما عنده من قبل تلك الجماهير المخلصه ومن ثم الاستعداد يبدء الاستعداد لرفع التيفو واعلان رساله المباراه .
اذا انه النظام ولكل عامل فى هذا المدرج دور يؤديه باكمل وجه هكذا يجب ان تكون اجهزه الدوله ومؤسساتها وافراد الحكومه والموظفين يجب ان يكون هناك نظام وان يؤدي كل شخص دوره ذلك ما نبحث عنه وما يبحث عنه السياسين والمثقفين ، فنجد هناك ذلك الفتي صاحب العشرين عاما يتسلق احد اعمده المدرج وينظم تلك الهتافات ويقود هذه الالاف فى التشجيع انه اشبه بالمايسترو فى الحفلات . ونجد ذلك الشباب المسئول عن امن المدرج من الداخل وفض اي خلاص وحمايه تلك الجماهير من اي خطر انه جهاز امن الاولتراس الداخلي ، ونجد من يمسك بالكاميرا الخاصه بهم اذا انهم صحفيون الاولتراس او الجهاز الاعلامي لديهم ونجد ايضا تلك الجماهير تهتف باعلي صوتها من اجل مؤازره النادي المفضل لديها منصتين اتم الانصات الي ذلك المايسترو محترمين رأيه وهو لا يهملهم ابدا ، انه مبدأ المشوري يحدث في ذلك المدرج العظيم فى وقت لا يتجاوز عده الدقائق وتحدث المشاوره وينصت الكل ويمشي الرأي فى سهوله تامه ورضا ذلك ايضا ما نحتاجه فى مؤسسات البلد وفى الحكومه اعلاء مبدأ المشوري واخذ الرأي الصحيح فى وقت وجيز وبسهوله ودون اي خلافات تدمر هذا الصرح اذا انه درس ثان بعد درس النظام .
وفي ظل هذا الاندهاش والانبهار مني قطع تأملي صوت عالى يوجه الجماهير ويقول " احنا هنعمل واحنا ... واحنا .. واحنا " اذا انها روح الجماعه العمل كرجل واحد لا يوجد شئ اسمه انا فى التالته شمال وذلك ايضا ما نحتاجه العمل معا اذا كنا نريد النهوض والتقدم كالعاده انه درس اخر ، لقد قررت فى موضوعي هذا ان لا اكرر كلمه انه درس اخر كثيرا حتي لا تملوا مني ولكن اعلموا ان كل ما هو قادم دروس مستفاده نتعلمها من هؤلاء الفتيان الشجعان .
ماذا يحدث لقد دخل هدف فى مرمي الاهلي وهو متأخر الان ، يعلو هتاف المدرج اكثر مما كان هو عليه لتشجيع اللاعبين مره اخري ، انه الوقوف بجانب النادي واللاعبين وقت الأزمه وذلك ما نحتاجه ايضا اذا اردنا بناء دوله ان يكون هناك شعب يثق فى قيادته الحكيمه وقت الازمه ويعمل بجد حتي يخرجوا سويا نحو بر الامان والفوز .
واثناء استمتاعي بذلك اليوم الرائع سألت احد من المشجعين بجانبي من اين اتيت فكانت اجابته انه اتي من بلد تبعد عن استاد المباره بـ10 ساعات فى الطريق ، سألته وماذا يجبرك على تحمل مشقه السفر من اجل مشاهده مباراه فقال لي باختصار " ده الاهلي " والاخر صاحب السته عشر عاما لقد ادخر مصروفه الاسبوعي من اجل الحصول على تذكره المباراه وتكاليف مواصلات الى الملعب والاخر من هرب من اهله لمشاهده المباراه لانهم يخشون عليه حدوث اي شئ يضره فى الطريق ، ذلك الجانب العظيم من الموضوع انه التضحيه من ضحي بماله ووقته و لا ننسي ايضا ان هناك من ضحي بحياته من اجل هذا النادي ، هؤلاء الشجعان الذين راحو ضحيه الغدر باستاد بورسعيد 72 رجلا شجاعا ندعو الله ان يرحمهم جميعا ويرزقهم مكانه الشهداء . انه التضحيه من اجل الكيان و يجب ان يتوفر ذلك فى رجال دوله وشعب دوله اذا ارادت النجاح ايضا .
الاهلي يحرز هدفا ويشتعل المدرج انه وقت الفرحه الجميع يعانق بعضه البعض فى فرحه هستيريه جميله واللاعبين لا ينسون ابدا ذلك الجندي المجهول انهم ابطال المدرج ويذهبون للاحتفال معهم فى مشهد يغمره الوحده والود والمحبه بين كل اعضاء النظام ، وهذا ايضا ما نحتاجه .
فى نهايه ذلك الموضوع دعني اخبرك شيئا ايا كان قناعتك و رأيك تجاه تلك الرابطه او غيرها من روابط الاولتراس فانك لاتستطيع انكار كل هذه الاشياء التي تحدثت عنها انها الحقيقه وانه الواقع فى ذلك المدرج ولن تستطيع الوقوف امامهم ليس تهديدا انما هؤلاء الشباب مقتنعون بفكرتهم وجميعهم على اتم الاستعداد للتضحيه من اجلها والوقوف امام اي شخص اراد العبث بفكرتهم ، اذا هناك طاقه رهيبه وهناك نظام وجمهوريه فى ذلك المدرج لا يجب على شخص عاقل ان يتغافله او يروج بهدمه ، وان كان حديثي هنا عن التالته شمال لاني مشجع اهلاوي لكن دعني اخبرك ان كل هذه الصفات تحدث في جميع مدرجات العالم ولن ننسي ايضا فى نهايه هذا الموضوع ان نخبرك انه بجانب ال72 رجلا كان هناك 20 رجلا اخرين من رجال الوايت نايتس مشجعين نادي الزمالك ضحوا بحياتهم من اجل الكيان انت امام جمهوريه بالفعل تدار فى هذا المدرج يجب التعلم منها وليس باهانتها والتحريض عليها بابداتها ، اذا انه واقع يا صديقي ايا كان موقفك عليك ان تجرب الذهاب يوما ما والوقوف فى وسط تلك الحشود وان تعيش تلك المغامره الرائعه .
جمهوريه التالته شمال .
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين