ما هو عدم الإحساس بالجماع ؟

بالنسبةِ للنساء، ومن الناحيةِ العلميّة، يمكنُ وَصفُ عدم الإحساس بالجماع بأنَّه نوع من أنواع اضطراب الاستثارة الجنسيّة. ويحدثُ اضطراب الاستثارة الجنسية للإناث عندما لا يكونُ لدى المرأَة اهتمامٌ بالجنس أو عندما يتناقصُ اهتمامَها بالجنسِ بشكلٍ ملحوظ. نتيجةً لذلِك، يصبِحُ من الصعبِ للغاية الاستجابَة للتحفيزِ الجنسي أو عدم الإحساس بالجماع. وفي حين أنَّ العديد من النساء قدّ يجدن في كثيرٍ من الأحيان أنَّهن لا يحصلنَ على الإثارَة أثناءَ النشاط الجنسي بنسبة 100٪ من الوقت، فإنَّ اضطراب الاستثارة الجنسيّة يشيرُ إلى نقصٍ حاد في الإثارَة. ويمكن أنْ يختلِف تأثيره بنسبٍ متفاوتة من شخصٍ لآخر.


ما هي أسباب عدم الإحساس بالجماع عند النساء ؟

تبدأ الإثارَة عند النساء بسلسلةٍ من الأحدَاث في الجسم! بدءاً من تدفُّق الدم إلى الأنسجةِ حول فتحة المهبل ويزيد عند البظر، ممّا يسبِّب التورُّم ويبدأ المهبل بإفرازِ مادة تشحيمٍ طبيعيّة. وهذهِ الأحداث هي نتيجة سلسِلة من ردودِ الفعل المتسلسلة وأيُّ انقطاعٍ في العمليّة يمكن أنْ يسبِّب خَلل أو مشكلة بما في ذلك، عدم الإحساس بالجماع. وتجدرُ الإشارة، إلى أنَّ هناكَ أسبابٌ كثيرة يمكنُ أنْ تؤثِّر على عمليّة الاستثارة وهي:

1. الأسباب النفسيّة

تشملُ مشاكِل الصحّة العاطفيّة والعقليّة التي يمكن أن تسبِّب اضطراب الاستثارَة أو عدم الإحساس بالجماع عند النساء ما يلي:

  • القلق.
  • الاكتِئاب.
  • صدمَة نفسيّة.
  • مشاكِل العلاقة.
  • الضغوط العصبيّة.
  • تدنّي احترام الذات.
  • صورَة الجسم السيّئة.
  • مشاعِر الذنب تجاه العلاقة.

2. أسباب هرمونيّة

الهرمونات عنصرٌ ضروري للإثارة، وقدّ تؤثِّر التغييرات في مستوياتِ الهرمون على قدرتكِ على الاستثارة. ومع ذلك، ليس من الواضِح ما إذا كانت هناك علاقة مباشَرة بين مستوياتِ الهرمون وعدم الإحساس بالجماع. عموما، يمكن أنْ تتناقص مستويات الهرمونات الجنسيّة (الاستروجين عند النساء) نتيجة العديد من العوامل، أهمّها:

  • الحمل.
  • سن اليَأس.
  • أو تناول حبوب منعِ الحمل.

3. أسباب تشريحيّة

كما تعلّمنا، تعتمِدُ الإثارة بشكلٍ كبير على الدورةِ الدمويّة والجهاز العصبي في الجسم. لذلك، فإنَّ أي مشكلة في ذلك؛ يمكن أنْ تُسبّب مشكلة في الإثارَة. وتتضمّن بعض الأسباب التشريحيّة المحتمَلة لذلك ما يلي:

  • قلّة تدفُّق الدم إلى المهبل.
  • تلفُ الأعصاب في الحوض.
  • عدوى في المهبل أو المثانة.
  • ترقُّق وجفاف الأنسجة المهبليّة.

أسباب أُخرى

أحياناً تؤثِّر العوامل التالية على العمليّة الجنسيّة عند المرأة، ممّا قدّ يؤدّي إلى عدم الإحساس بالجماع:

  • الأدوية: وأهمّها مثبِّطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائيّة (SSRIs)، وهي نوعٌ من مضادّات الاكتئاب.
  • العلاجات الطبيّة: إذا كنتِ تخضعين للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، تزدادُ احتماليّة تغرُّضكِ لمشاكل في الإثارة الجنسيّة. وبالمثل، قدّ تتداخَل الجراحة الحديثَة مع الإثارَة والتحفيز الجنسيّ.
  • داء السكّري: يمكن أنْ يؤثّر مرض السكري على الجهاز العصبي والأوعية الدمويّة. وقد يجعل الاستثارة أكثر صعوبة لأنَّ الجسم غير قادرٍ على إرسال الهرمونَات والدم والإشارات الكهربائيّة اللّازِمة للإثارَة.

هل عدم الإحساس بالجماع عند النساء أمرٌ خطير ؟

تعانِي العديد من النساءِ من شكلٍ من أشكال الخلل الوظيفي الجنسيّ في مرحلةٍ ما من الحياة، بما في ذلك المشاكل التي تُثار فيها. وعلى الرُغم من أنَّ عدم الإحساس بالجِماع أمرٌ مزعج ويمكِن أنْ يؤدّي للعديدِ من المشاكِل بين الزوجين كالعزلة والإحباط، إلّا أنَّه لا يُشكِّل خطورَة إذا ما تمَّ اتّخاذُ الإجراءَات المناسِبة تجاهَه. حيثُ يمكن علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء وفقَ العديدِ من الطرق، تابعي معنا لتتعرَّفي عليها بشكلٍ مفصَّل.


ما هي طرق علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء ؟

يركّز علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء على تحديدِ الأسباب الكامِنة وراءَه. لكن تجدُ العديد من النساء أنَّ مزيجاً من طرق العلاج، يمكن أنْ يعمل بشكلٍ أفضل. فيما يلي أغلب الطرق المتاحة لـ علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء …


1. التثقيف الجنسي أوّل علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء

التثقيفُ الجنسي مهمٌّ جدّاً لمساعَدة النساء في التغلُّب على القلقِ بشأن الوظيفة والأداء الجنسي. وقدّ يؤدّي التعرُّف على السلوكيّات الجنسيّة والاستجابَات الطبيعيّة إلى تخفيفِ القلق. أيضا تساعِدُ معرفة التشريح الطبيعي للعضو التناسلي والتغيُّرات التي تحدث مع التقدُّم في العمر، أو التغيُّرات التي تحدُث أثناءَ الحمل وانقطاع الطمث في تحسينِ جودةِ العلاقة، ممّا قدّ يعزِّز الإحساس أثناءَ الجماع.


2. العلاج بالإستروجين

الاستروجين الجهازي غير محدَّد لعلاجِ اضطراب الاستثارَة بشكلٍ خاص، لكن يمكِنُ استخدامه لـ علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء . فقد يحسّن المزاج، ويساعِد في الحِفاظِ على حساسيّة الجِلد والأعضاء التناسليّة، كما يساعدُ في تحسينِ تزليق المهبل، ويقلِّل من الأعراض الحركيّة المصاحِبة للجماع (مثل الهبّات الساخنة). علماً أنَّ هذه الفوائد قدّ تعزِّز الاهتمام الجنسي والإثارَة أثناء العلاقة. وجديرٌ بالذكر، أنَّ مستحضرات الإستروجين عبر الجلد تُفضّل عادةً بعد انقطاعِ الطمث، وإذا لم يتم استئصال الرحم، يتمُّ إعطاء المرأة هرمون البروجسترون بالإضافَةِ إلى الإستروجين. وذلك لأنَّ الإستروجين يزيدُ من خطرِ الإصابة بسرطانِ بطانة الرحم.


3. هرمون DHEA لـ علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء

قد يخفِّف ديهيدرو إيبي أندروستيرون أو DHEA جفاف المهبل وعسر الجماع بسبب المتلازمة البوليّة التناسليّة لانقطاعِ الطمث. والتي يمكن أنْ تتداخَل مع الاهتمامِ الجنسي والإثارة؛ قدّ يحسِّن أيضا حساسيّة الأعضاء التناسليّة ويحفِّز النشوة الجنسيّة.


4. طرق أُخرى لـ علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء

يمكن أنْ تساهم بعض الأمور في تحسينِ الاتصال الجنسي، نذكر منها :

  • قضاء المزيد من الوقت في المداعَبة قبل بدءِ العلاقة، يمكن أنْ يعزِّز الإثارة عند المرأة، ممّا قدّ يحفِّز المشاعر والأحاسيس لديها.
  • استخدام المزلِّقات الجنسيّة: التزلِيق المهبلي غير الكافِي عند النساء، قدّ يؤدّي إلى عدمِ القدرة على الإثارة الجسديّة أثناءَ النشاط الجنسي.
  • أيضا قدّ تساعدُ السلوكيّات التي لا تتضمّن الجِماع (مثل التدليك الحسّي) المرأة على الشعورِ براحةٍ أكبَر في حياتها الجنسيّة وربّما تحفِّز الإحساس أثناء الجماع.

الأسئلة الشائعة حول علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء

1. متى يجبُ رؤية الطبيب بشأن عدم الإحساس بالجماع ؟

قد تُعاني العديد من النساء من مشكلةٍ جنسيّة عرضيّة في فترةٍ ما كعدَم الإحساس بالجِماع. لكن إذا أصبحتْ هذهِ المشكلة مزعجة أو أصبحتْ مشكلة متكرِّرة، فيجبُ مراجعة الطبيب للحصولِ على المساعدة والعلاج المناسب.

2. هل عدم الإحساس بالجماع حالة دائمة ؟

كلّا، قدّ يحدث هذا الخلل في أوقاتٍ معيّنة، مثلا بعد الولادة أو أثناء الحمل، وقدّ يختفي من تلقاءِ نفسه. لكن بالنسبة لنساءٍ أُخريات، قدّ يضطررن لاستخدامِ أحد أنواع علاج عدم الإحساس بالجماع عند النساء للتخلُّص من هذا الخَلل.

3. هل يؤثِّر استئصال الرحم على العلاقة الجنسيّة ؟

قدّ تعاني النساء اللواتِي أزلنَ الرحم من انخفاضٍ في الاستجابةِ الجنسيّة بنسبةٍ تصلُ إلى 30%. أيضا قدّ تؤدّي التغيُّرات الهرمونيّة المرتبطة بإزالةِ المبايض إلى فُقدانِ الرغبة، وانخفاض ترطيب المهبل والإحساس التناسلي. ربما تتضرَّر أيضا الأعصاب والأوعية الدمويّة التي تعتبر جزءاً لا يتجزَّأ من الوظيفة الجنسيّة أثناء الجراحة.