شاهدت الفيلم القصير المسمى : ما قبل الكارثة . وهو باختصار - لمن لم يشاهده - فيلم يزعم صاحبه أن جهاز الهيئة هو المسؤول عن حفظ الأمن والأمان في هذه البلاد وإذا اختفى هذا الجهاز أو قلت سلطاته فالبلاد ستصبح على حروب وكوارث ، ووضع أحداث متخيلة لحرب واقعة في المملكة ، وأتى بلقطات تثير مشاعر الرعب والخوف لدى المشاهد .. وبغض النظر عن أن صاحب الفيلم لم يتورع بإظهار لقطات قديمة لفتيات مراهقات يرقصن ويرتكبن أخطاء ولا ندري لعل بعضهن تاب وندم ولا يردن تداول مثل هذه المقاطع .
بغض النظر عن هذا فاعتراضي على هذا الفيلم ألخصه في أمرين :
الأول أن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست مقتصرة على جهاز معين ، وإن كان للهيئة دور مهم فيها فلغيرها دور أعظم ، فماذا نقول عن عمل وزارة الداخلية في القبض على الدواعش وهل هناك منكر أعظم منكر القتل ومعروف أعظم من حماية الناس منه ، وماذا يقال عن الشرطة والمرور ومكافحة المخدرات ، أليست جل أعمالها قائمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكذلك يقال عن كل مؤسسة عملت عملها بصدق وأمانة وباحتساب هذه الشعيرة فهي بطريقة أو بأخرى تأمر بمعروف وتنهى عن منكر . يقول عادل الكلباني في تغريدته : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة ، أعظم وأشمل من هيئة .
الأمر الثاني وهو ربط الحروب والكوارث بترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا برأيي غير منطقي لما نراه مشاهد وواقع ، فالدول الغربية أكثر من تنعم بالأمن والأمان وليس فيها أمر بعروف أو نهي عن منكر ، بل دول إسلامية كثيرة ليس فيها هذا الجهاز وتنعم بأمن وأمان أكثر مما عندنا ، فليس لديها تفجيرات ولم تقم فيها حرب . صحيح أن الحروب ابتلاء من الله ، لكن أسبابها مادية دنيوية ، فالحاكم العادل الذي يؤدي عمله بحكمة وأمانة هو من يجنب بلاده الحروب ، أما الحاكم الفاسد المستبد هو من يجلب الحروب والكوارث لبلاده والأمثلة في التاريخ والحاضر كثيرة ولنا في بشار وصدام والقذافي خير مثال .