أزمة الإصلاح ورجاء الحلول المستوردة !..

رحيم الخالدي

ورقة الإصلاح وعلى مدى عام ونصف، والمواطن ينتظر تطبيق تلك النظرية الإصلاحية، التي أطلقها السيد حيدر العبادي، سيما أنه شَخَّصَ الخلل، وصَرَّحَ بمن هو سبب البلاء في العراق، وطيلة الفترة الماضية التي ذهبت أيامها هدراً، وأموالها نهباً، وراحتها كانت قلقاً مستديما، لا زالت آثارها في قلوب وأجسادٍ متناثرة، وأمهات ثكلى، وزوجات ترملت بفعل التفجيرات الإرهابية، وسبايكر والصقلاوية وبادوش والثرثار هَمُّ آخر! جثم على صدر العراقيين .

النواب مُمَثلينْ للمواطن الذي إنتخبهم، وهم لسان حال العراقيين، وعلى مدى سنتين لم يشعر ناخبوهم بأن هنالك ناطق بإسمهم، بل هنالك بعض الشخوص لا هم لهم سوى المنفعة الشخصية، وبعد ضمان حصولهم على المميزات والفوائد والرفاه جعلهم ينسون أنفسهم! وذهبوا بعيداً عن المسار الذي إختطوه ضمن برنامجهم الإنتخابي، الذي عرضوه قبيل الإنتخابات، وما إعتصامهم داخل قبة البرلمان، إلاّ دليل على عجزهم عن أداء مهامهم المكلفين بها، وهو حماية المواطن وإعطائه حقوقه المهدورة طوال سنين .

مرجعية النجف ومن خلال منبر الجمعة في كربلاء المقدسة، وصلت لحد قالت وبالفم المليان: "بُحّتْ أصواتنا"، وجعلت الخطبة نصائح من الأحاديث النبوية، وسِيَرْ ألأئِمّة الأطهار بعد العجز الحكومي من الأخذ بنصحها، وهي تنتظر الإصلاح المزعوم! ولو أخذ السيد رئيس الوزراء بالنقاط التي أشارت إليها المرجعية، وتشاور معها في سبيل إنتهاج منهج يخلصها من الأزمة التي دخل العراق بها، ومن أولويتها: محاربة الفساد، وتقديم رأس الخراب الذي حل بالعراق للمحكمة، لكان الأمر أفضل مما نعيشه اليوم، وما تلك الإعتصامات التي جرت مؤخرا إلاّ تداعيات صَمّ الآذان عن النصح، الذي قدمته المرجعية على صحن من ذهب .

رجاء الحلول من أوجد الهوّة والتفريق بين العراقيين قمّة الغباء السياسي، بل هو التملص من المهمة الملقاة على عاتقه والهروب إلى أمام، وترك الكرة في ملعب من ليس له سلطة ولا سيادة، وغير نصح المرجعية، هنالك ورقة إصلاح تمت تقدمتها لكل الكتل، للتعرف عليها بما فيها رئاسة الوزراء، وهنالك من السياسيين المخضرمين قالوا: لو تم الأخذ بهذه الورقة الإصلاحية التي قدمها رئيس كتلة المواطن، وتطبيقها بأبجديتها، لكنا خرجنا من الأزمة وإنتهينا، للبدأ بمهمة ثانية! والتقييم الذي ستقدمه اللجنة المقترحة لأداء كل الوزراء، الذين كانوا يشغلون المناصب، هو من سيحدد العنصر الفاعل المنتج من غيره .

  لكل أزمة أو مشكلة هنالك حل، ونحمد الباري أن هنالك عقولٌ راقية لديها الحلول الناجعة، وإسترجاء حل العقدة التي أوجدتها السياسة المصلحية لبعض الكتل، للتغطية على الفشل طوال السنوات المنصرمة، هو العثرة التي تقف بوجه عجلة الإصلاح، وأمّا بخصوص رئيس الوزراء وعلى مدى الأيام الفائتة، لم يخرج للعلن بورقة الإصلاح الذي ينتظره الشارع العراقي بلهفة وإشتياق! للخروج من النفق المظلم الذي أدخلته الكتلة المعارضة لبرنامج الإصلاح، للتغطية وحرف الشارع العراقي عن الهدف الأسمى، وعليه تفعيل القانون بوجوه جديدة قادرة على إدارة التغيير، ومحاسبة من تسبب بكل المشاكل التي أدّتْ إلى ما نحن فيه اليوم .