بقلم اسعد عبد الله عبد علي
دكتور "ناظم" كان بعثياً, فكرا وروحا وسلوكا, وتدرج في تنظيمات البعث, إلى أن أصبح عضوا في حزب البعث, كتب الكثير من التقارير القذرة, منذ أن كان طالبا في الكلية, بحق زملائه وجيرانه, كي يرضي أسياده, ويطفئ نار الحقد والحسد, التي تشتعل في داخله, انه شخص نكرة, ولولا انه بعثي خدوم لما كسب لقبه العلمي, عن رسالته التي طبل بها, لدور القائد الضرورة في رفع وعي الأمة! وفتحت له الأبواب, لأنه ببساطة رفيق بعثي قذر, متفان في خدمة البعث, وفي تثبيت حكم صدام, عبر محاربة الشعب, والوشاية بأي فرد صالح ونزيه, عبر أوراق الغدر التي يخطها بيمينه.
في أخر أيام صدام عوقب الدكتور "ناظم", لأنه قدم بحث على أساس انه هو صاحبه, ثم تبين انه بحث أجنبي مترجم, حاول "ناظم" من خلال البحث المسروق, أن يفوز بتكريم الطاغية صدام, فسجن أيام معدود, ثم اخرج من السجن, وهناك قام جماعة صدام باغتصابه مرارا, كي يعرف حجمه, ولا يفكر بخداع القائد الضرورة, ولكي يكون لهم عبدا مطيع, خرج وهو شخص غريب, صامت, فقذارته تضاعفت إلى جبل من النتانة.
كانت أيام آذار من عام 2003 هي الأصعب عليه, فسيده صدام اختفى في جحراً بعيد, وقياداته البعثية اختفت, فما مصير ناظم؟
وحصل التغيير, حيث دخلت القوات الأمريكية المحتلة, كان "ناظم" غارق في التفكير, لكنه أخيرا اهتدى, بعد سبعة أشهر من زوال صدام, فقدم أوراقه للجهات المسئولة, بأنه دكتور مضطهد, وانه شريف ونزيه وضد النظام ألبعثي, وتعرض للظلم,ولولا وطنيته وحرصه على البلد, لما سجنه النظام "ثلاث أشهر"! وتم تعذيبه اشد التعذيب, ليعترف بأسماء معينة, لكنه سكت, وتحمل تعذيب السجان على أن يبوح باسم شخص واحد.
صدق النظام الجديد عن عمد أكاذيب "ناظم", عندها تحول لبطل وطني, وسلط الأعلام عليه الأضواء, واجتذبته أحزاب السلطة, فإذا به يصبح مديرا عاما لدائرة تربوية, وعندها كشف وجه الحقيقي , فأصبح بابا للفساد, فتخصيصات الدائرة في جيبه, التعيينات للرجال مقابل مبالغ هو يحددها, والنساء مقابل موعد ساخن في بيته الخاص, وإنشاء بطانة فاسدة, وعمل على دعم حزب السلطة, لأنه أصبح عضوا في حزب ديني, فكان يد البعثيون في نشر الفساد وتدمير البلد, ويد السلطة في جلب الأموال لها عبر مقاولات فاسدة, وهو إلى ألان مدير عام.
انه زمن الفاسدين, فمن كان "ابن كلب" وفاسد, وحقير, وبعثي, فان الدولة تكرمه, وتغدق عليه العطايا, ولكن أن كنت نزيها شريفا, ومن أسرة كريمة, فاستعد لحياة بائسة, تبخل الدولة عليك بكل شيء, حتى ماء الشرب.