سؤال يدور في عقل كل عراقي يستخدم نعمة العقل ، هل توصل نواب في الماضي الى كشف الفاسدين والمرتشين والمختلسين من خلال استجوابات كانوا يوجهونها الى الحكومة، أو من خلال لجان تحقيق يشكلونها أو من خلال مراجعة القضاء وهل تم التوصل يوما من خلال كل هذه الوسائل الى محاسبة بعض الفاسدين والمختلسين؟!

الجواب: من يومهم الذي ابتلنا الله بهم الى الآن لم يتقدم نواب باستجواب حقيقي يطالبون فيه بمحاسبة الفاسدين ويكون مقروناً بالأدلة والاثباتات ويطلعون الشعب عليها ،ويضغطوا و يحركوا القضاء لملاحقتهم بل ظل الأمر يقتصر على تبادل الاتهامات والتصريحات بحيث يضيع الناس ولا يعرفون الحقيقة ينساها الناس مع مشاغل ومرارة الحياة ، وتكون النتيجة أن البلد امسى فاسد بكل جوانبه ، وكل من فيه وما فيه فاسدون والدولة فيه هي دولة سماسرة وصفقات.
...
وحقيقتا مسرحية الاعتصام في مجلس النواب أسوأ اداء تافه صادف عراقياً مثلي في مشوار حياته مُعاق الخُطى والطريق إذا مافترضنا أن شيئاً سواه صادفنا _منذ الولادة !! ، وبأمانةٍ لست على يقينٍ تماما بمدى صحة زعمهم لانه حتى في النوايا لايصدقون فمبالكم بالافعال .. فالحقائق عند كل السياسين باختلاف كتلهم حمالة أوجهٍ _تصح كلها وقد تبطل_ في هذا الزمن "الاغبر " الذي امسى العراقيون فيه ينقادون كالقطيع خلف اي مرياع !!

"البرلمان ونهابه " صار معتوهاً ومقززا بشكلٍ لا يُطاق من رئاسته الى اخر (نائم) فيه.. وتصرفاتُه باتت تبعثُ حقاً على الجنون وأشياءٌ أخرى لاطاقة للبسطاء بفهمها وسقطت كل مايمكن ايبقى من اثر للغيرة بعد سقوطها بسنوات .وبأمانة هناك تساؤل طالما تردد مراراً: من يحاسب النواب وهم من ثبت انهم اساس الفساد السياسي والمالي؟ يبدو أن هذا التساؤل صار أكثر إلحاحاً وأهمية اليوم مع اعتصام الهة الفساد السياسي ضد الفساد وهو خلقهم ،، فببساطة شديدة ماشاهدته في الايام السابقة من مسرحية الاعتصام والانسحاب والاعتصام والانسحاب يؤكد ان تلك الكتل بكل قيادتها من ذوات العمامة او ربطة العنق امست تستهين بالعقل العراقي الى حد الاستغفال المعلن وتضحك عليه بموافقته ودعمه ..وانها تستبيح عقول العراقين وخاصة البسطاء في تمثيليات سخيفة لتدر عليهم الملايين او المليارات من السحت السياسي !! 

لابد ان نعي وندرك جيدا ان من اعتصم داخل قبة البرلمان هم من اسس للفساد بمختلف انواعه وانهم لايختلفون ابدا عمن اعتصموا ضده فقد اتتفق الجميع فيما بينها علي المنافسة تحت شعار منافسة من اجل استغفال العراقين و الضحك عليهم واستبحات دمائهم واموالهم !! .. وفعلا لم ااتصور هذا الرقم الخيالي من العراقين الذين شعروا بالامل وهم يتفرجون على هذا الفلم وان القادم افضل او الذين يقومون بالدفاع المستميت من اجل اسماء نهاب لاسف كتبت باسماء ابناء الوطن. 

وبالطبع تلك الكتل والاسماء من حقها ان تفعل ما يحلو لها بعد ان ايقنت ان الشعب الى الان يصدق هذا الكم الهائل من الكذب والتمثيل الرخيص علي مدي الاربع وعشرين ساعة في اليوم وخلال اسابيع وشهور وسنين،ان كل ماجرى في الايام السابقة يذكرني بفيلم " الفنكوش " لعادل إمام . . و ما أذكره أنهم سوقوا بشكل قوي وقاموا بدعاية مكثفة لسلعة اسمها " الفنكوش " دون أن يحددوا مسبقا طبيعتها والشعب صدق الفنكوش وصار يطلبه ويتمناه !!ولاسف هذا ما حصل تماما مع العراقين في اعتصام الفنكوش ،الذي يبدو انهم اصبحوا مدمنيه بدون ان يعرفوه !!!!