صبحي رجل بسيط للغاية في منتصف العمر، عازب يعيش مع أمه التي تبلغ من العمر ٦٠ عامًا. يعيش حياة روتينية مثل الأغلب، يعمل لدى مكتب في الشهر العقاري ويتقاضى راتب أجره أربعة آلاف. يستيقظ في الصباح الباكر قرابة الساعة ٧ صباحًا، يتجه إلي الحمام يغسل وجه ويفرش أسنانه ويرتدي ملابسه ويجري مسرع ليلحق بالأتوبيس لكي يصل في الميعاد.

يمر يومه بوتيرة ثابتة وهو على هذا الحال كل يوم وكل عام تقريبًا، لا يحدث في حياته أي شيء مثير، تتحايل أمه عليه لكي يتزوج بأي امرأة ولكنه لا يكترث لذلك. إنه لديه ما يشغل باله بالفعل... كل ما يريده صبحي في هذه الحياة هو الوصول إلى الشلال المنهمر في آخر البلاد. يغفو ويصحو وهو يتمنى الوصول، كرث حياته وتفكيره إلى هذا الهدف فقط. ظل يبحث عن طريقة لكي يصل إلى هذا الشلال، يبحث ويفكر ويسأل وادخر بعض المال ولكنه أغلب الوقت لا يصل إلى شيء. ذهب صبحي لعدد من الأشخاص يطلقون على أنفسهم (شيوخ البلد) يقال إنهم يعرفون الطريق إلى آخر البلاد، نفس المنطقة التي يقع بها الشلال، لم يستفد صبحي منهم شيء، فأخذوا يتمتمون بكلمات لم يفهمها صبحي وقال في قرارة نفسه إن كلماتهم أشبه بكلمات الدجالين. لم يفصح صبحي عن أمنيته لأمه أو لأي شخص لقد نسى صبحي أن يكون أصدقاء من الأساس؛ لأنه يقضي كل وقته مع نفسه يفكر في هذا الشلال، فضلًا عن عدم تصديق أمه له إذا أباح لها. العامة يقولون إن هذه أسطورة وأنه لا يوجد ما يسمى بآخر البلاد، والبعض يزعم على أنها حقيقة، وكان صبحي تابعًا لهذا الفريق. في يوم روتيني عادي كالعادة في حياة صبحي أستيقظ وفعل ما يفعله، ولكن حدث شيء مثير هذه المرة في حياته، لقد مات!

وهو يهم بالخروج من مكتبه ويقطع الطريق إلى الرصيف الآخر صدمته سيارة بقوة، نقلوه المارة إلى المستشفى فورًا وبعد دقائق قليلة أفصح الطبيب عن وفاته.

الشيء المثير الآخر أن صبحي لم يشعر أنه مات، لقد شعر أن هناك شيئًا ارتطم به بقوة ولكن لا يعرف ما هو. فاق صبحي من هذه الصدمة، ليختبر نفسه في مكان يسوده الظلام الحالك، إحدى دقائق لكي يستوعب ما هو عليه، ولكن لا يفهم شيء، ردد في قرارة نفسه (أين أنا... لا أفهم... ما هذا... أنا مرتعب... هل هذه آخرة البلاد أم ماذا؟).

بعد دقائق أختبر صبحي نور شديد البياض من بعيد؛ وعليه قرر أن يجري مسرعًا إليه.

وهو يهم بالذهاب جاء إليه كائن غريب لم ير صبحي مثله، كان قصير قصر طفل في عمر السادسة تقريبًا، لونه أحمر هادئ قليلًا وأملس للغاية كأنه مثل شخصية كرتونية. ود صبحي لو يسأله ولكنه خاف وتردد قليلًا؛ لا يستوعب أنه يمكن أن يتحدث مع هذا الشيء، لا يعرف رد فعله.

هم الكائن بالحدث وقال جملة واحدة ثم أختفي فجأة كما جاء (لقد نسيت أن تعيش يا صحبي، لقد نسيت أن تعيش رحلتك).