17 مايو الماضي وصلت لعمرين الثلاثين ، كانت ليلة وددت فيها أن أشعر بما مضى.
أن اختصر ثلاثة عقود في دروس أدسها تحت وسادتي واستذكرها كلما دخلت كفي تحت وسادتي لأنام فأسترق النظر إليها للبقاء متزناً ناضجاً.
لا شئ من كل هذا سوى أنها مرت كلمح البصر.
أتذكر منها فقط أمنيات ذلك الطفل الذي كان يحلم بأن يصبح رجلاً مستقلاً مليئ بالحرية والرضى والرغبات المتحققة.
لكن ما أن تدخل الثلاثين حتى تتراكم الكثير من الضغوط والصعوبات التي تبدأ في ضمها لرصيدك.
أن يكبر والديك ويتحول شعر رأسيهما من اللمعان الأسود للرصاصي الباهت وتتجعد وجناتهما ويتحدب ظهريهما وتراقب أنت إنهيارهما ببطئ بيدين مكبلتين.
يعبر أُخوتك الصغار لمراهقتهم، فتنزع عنك ثوب الأخوة وترتدي ثوب الوالدية لتمسك بأيديهم لتعبر بهما المحيط المليئ بالحيتان.
أن تتألم لبلل ثيابهم للدرجة التي تود من نزع قلبك من مكانه لفرط حزنك، يصيبك شئ من الأمومة ويصير قلبك أصعب من أن تتحمله أضلعك، ولم يُخلق قفصك الصدري لحمل هذا القلب المتضخم بالمشاعر.
أن تلتفت لأيامك وهي تعبر أسرع مما مضى لأنه كلما كبرت كانت ساعات اليوم الواحد أقل كنسبة مئوية من عمر حياتك حتى يصبح اليوم كالدقيقة.
وتمزقك الحياة بين مسؤولياتك الجديدة وبعدك المكاني عن عائلتك وبين الكدح من أجل أسباب البقاء لنفسك والتمتع بحاضرك.
والليلة، بدأت أدرك معنى العبور للعقد الثالث!