آل الحكيم .. صنّاع المجاهدين .
رحيم الخالدي
يقول أحد الحكماء: أن الدولة التي تترك مجاهديها ولا تتذكرهم، هي "أمّة ميتة" وعليها إستذكارهم لتزرع بروح ابنائها وأجيالها، فاولئك المجاهدون هم من صنع لها المستقبل، وما يعيشون به من أمان، هو ثمن تلك الدماء التي سالت على درب الحرية .
تمر علينا في بداية شهر رمضان المبارك، ذكرى إستشهاد عزيز العراق سماحة السيّد "عبد العزيز محسن الحكيم"، وهو أصغر أبناء المرجع الأكبر السيد "محسن الطباطبائي الحكيم"، فمنذ صغره توجه نحو الدراسة في الحوزة العلمية في النجف، فدرس المقدمات في (مدرسة العلوم الإسلامية) التي أسسها والده في السنين الأخيرة من مرجعيته، والتي كان يشرف عليها أخوه محمد باقر الحكيم، وبعدها تتلمذ على يد مجموعة من الأساتذة الأكفاء في الفقه والأصول، مثل محمد باقر الحكيم وعبد الصاحب الحكيم ومحمود الهاشمي .
كان ذلك في بداية السبعينات من القرن العشرين، بعد ذلك حضر دروس البحث الخارج (فقهاً وأصولاً) لدى محمد باقر الصدر، وذلك عندما شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج علناً في مسجد الطوسي، كما حضر قليلاً لدى المرجع الكبير الإمام الخوئي في حوزة النجف الاشرف، وكان في هذه المرحلة قد كتب تقرير، درس البحث الخارج للسيد الشهيد الصدر "محمد باقر"
كان الفقيد سباقاً في المبادرات وكأنه يستقرأ الحدث، أو ما سيمر على العراق، سيما أن الجانب المحتل يحيك المؤامرات والمشاكل، وقد بدأ بتصفية الكوادر المجاهدة والمؤثرة في الساحة العراقية، وبدأها بشهيد المحراب الخالد، الذي عملوا له تفجيراً يعتبر الأكبر في وقته، مشابه لممثل الأمم المتحدة السير "سيرجيو ديملو" وهنا تطابق العمل لجهة واحدة، وهي خلايا البعث الذي إنظموا لتنظيم القاعدة، كون ممثل الأمم كان ضد سياسة صدام فانتقموا منه .
اللجان الشعبية التي طرحها، كانت البناة الأولى لحماية العراق من الكلاب، الذين جندهم الأمريكان، لخلخلة الوضع المستقر في العراق، كون الجماهير كانت تنتظر من القيادة إنهاء حالة الحرب، والذهاب صوب الإستقرار، وهذا مالا يتطابق مع أهداف المحتل بغية بقائهم..
هنا قامت القيامة ضد تشكيل اللجان، ولو كانت لدى الشركاء نظرة ثاقبة، لكان الوضع اليوم غير ما جرى على الوطن، من حرب داخلية نهايتها داعش، التي إعترفت أمريكا بتأسيسها، ولكانت تلك اللجان كفيلة بإنهاء تلك المجاميع بشكل مريح، لا سيما وهي اللبنة الأولى لتأسيس الحشد الشعبي الذي لا يقهر .
لو تمعن من يدعون الوطنية الجهاد وحماية البلد، أن جُلَّ قيادة الحشد الشعبي وقادتها هم تلك التي دربها وأعدد قيادتها "المقاومة الاسلامية في العراق"، والتي أسسها وقام على رعايتها الشقيق الاكبر السيّد "محمد باقر الحكيم" بإشراف عزيز العراق، والنداء المرجعي يعي أن العراق يمتلك قادة قلما يمتلكها بلد بقدرهم، فكانت الفتوى التي قسمت ظهر الارهاب، والسيول التي ذهبت متنافسة صوب المعركة، جعلت أمريكا في حيرة منها، ولهذا تسعى اليوم ومنذ انتهاء إسطورة داعش التكفير لتفكيك الحشد .
من هنا ننطلق أن للآل الحكيم فضلا لا يمكن نكرانه، بصناعة المجاهدين وهم بالأصل أبطال، لكن الصناعة تختلف عن غير المدرب على أسلوب القتال، والجهاد طريق صعب على المرجفة قلوبهم، ومن جهادهم ودمائهم تم حماية العراق، من تكالب كل الكلاب السائبة التي تأتمر بفتاوي التكفير والخروج على المّلة .