أبيات القصيدة:
وقف الخلق ينظرون جميعا .1. كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر .2. كفوني الكلام عند التحدي
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق .3. ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق .4. من له مثل أولياتي ومجدي
أنا إن قدر الإله مماتي لا .5. ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
ما رماني رام وراح سليماً .6. من قديم عناية الله جندي
كم بغت دولة عليّ وجارت .7. ثم زالت وتلك عقبى التحدي
إنني حرة كسرت قيودي .8. رغم أنف العدا وقطعت قيدي
أتراني وقد طويت حياتي .9. في مراس لم أبلغ اليوم رشدي
أمن العدل أنهم يردون الماء .10. صفوا وأن يكدر وردي
أمن الحق أنهم يطلقون الأس .11. د منهم وأن تقيد أسدي
نظر الله لي فارشد أبنائي .12. فشدوا إلى العلا أي شد
إنما الحق قوة من قوى الأديان .13. أمضي من كل أبيض وهندي
قد وعدت العلا بكل أبي من.14. رجالي فانجزوا اليوم وعدي
وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق .15. فالعلم وحده ليس يجدي
نحن نجتاز موقفاً تعثر الآراء .16. فيه وثمرة الرأي تردى
مناسبة القصيدة:
عند ذكر مناسبة هذه القصيدة الطيبة التي تنبض بالعزة الوطنية نجد أن مناسبة إنشاد حافظ إبراهيم لها هو عودة عدلي باشا يكن من أوروبا عام 1921مـ بعد قطعه مفاوضات استقلال مصر عن الاحتلال الإنجليزي وألقى حافظ إبراهيم هذه القصيدة في حفل كبير لاستقبال عدلي يكن.
فالمناسبة إذاً مناسبة تاريخية لحدثٍ يتعلق به مصير الأمة والبلاد التي عانت كثيراً تحت وطأة المحتل الأجنبي وقاست الويلات والمظالم جراء هذا الاحتلال.
التحليل
وعند تحليل هذه القصيدة تاريخياً نتوصل إلى الآتي:
1-عزة وكبرياء في المطالبة بالحق:
ففي الأبيات من 1-5 نجد أن مصر تصور موقفها بين أمم العالم تطالب بحقها الشرعي الأبدي في الحرية والاستقلال عن طريق أبنائها الذين يمثلونها أمام هذه الأمم في وفدٍ كبير ولكي لا يتملكهم الغرور تذكرهم بماضيها العريق الحافل بالحضارة والأمجاد.
فهي أرض الأهرامات التي هي مليئة بالعجائب الهندسية والفلكية والمعمارية وأنها تاج عز الشرق ولا عز للشرق بغيرها وإن قدر لها الزوال فلا بقاء للشرق بعدها لذا فلتعلم هذه الأمم قدر وجلال من يقف أمامها.
2- عاجلاً أم آجلاً سأنال حريتي:
ففي الأبيات من 6-9 تخبرمصر الأمم أنها وإن لم يؤيدوا موقفها ويقدروا حق الحصول على حريتها واستقلالها فهي عاجلاً أم آجلاً ستحصل على مرادها وانظروا إلى تاريخ مصر ما قصدها أحد من قبل بذل وخرج سليماً معافى وكم دولة قديمة في التاريخ بغت على مصر واحتلت أراضيها ولم تلبث أن زالت وبقيت مصر.
انظروا إلى الهكسوس وإلى الفرس الإخمينيين وإلى اليونان والبطالمة والرومان كلهم زالوا وبقيت مصر فتلك عاقبة التحدى فهي أرض حرة دائماً وأبداً تكسر قيود احتلال أي معتدي.
3- مخاطبة الضمير الإنساني:
في البيتين 10-11 مخاطبة للضمير الإنساني ومحاججة لمن ينكرون على مصر المطالبة في حقها بالاستقلال متعللين أن بقائها تحت السيادة البريطانية يوفر لها العدل والتقد فخاطبتهم قائلةً هل من العدل أن المحتلين يتمتعون بخير البلاد وأن يحرم منها أهلها وهل من العدل أن يقتص المحتل لكل خطأ في حقه ولا يُقتص منه لكل خطأ يصدر منه في حق أهلها لا والله ليس من العدل أبداً ولن يكون.
وصور مظالم الاحتلال وبغيهم على المصرين لا تعد ولا تحصى وانظروا إلى فاجعة دنشواي إلا أن الله قد هدى أهل هذه البلاد فطالبوا بحريتهم واستقلالهم ولا مرجع عن ذلك ولا بديل.