أكثروا من شرب الماء، مارسوا الرياضة، وابتعدوا عن السكّريات، هذه هي النصائح التي نسمعها عادة كلّما هلّ علينا هلال رمضان.

أمّا عن العادات الرمضانية "الروتينية" إذا صحّ التعبير، والتي يمارسها مُعظم الناس لأهميّتها وعظمتها بالطّبع، فتنحصر عادةً بتلاوة القرآن والأدعية، إضافة إلى مساعدة الفقراء قدر الإمكان.

ولكن ماذا لو كانت أحلامي وأهدافي الرمضانية أبعد من ذلك؟ وماذا لو أننّي طالب لا أملك دخلًا كبيرًا كي أساعد فيه المحتاجين في هذا الشهر الكريم؟

لا بدّ من وجود أساليب أخرى يستطيع المرء من خلالها أن يُفيد الناس ويترك فيهم أثرًا طيّبًا، ولو بسيطًا، وهذا ما نهدف إلى استعراضه في هذا المقال.

إليكم 4 طرق سهلة وغير تقليدية تكونون فيها مفيدين في رمضان بطريقة مميّزة.


1. نظّموا دورات "أونلاين" عن مواضيع مُختلفة

رمضان هو شهر عمل الخير، والمهمّ أن تكون أفعالكم ذات إفادة حتى لو لم ترتبط مباشرة بالعادات والمواضيع الرمضانية.

فعلى سبيل المثال: هل تبرعون في اللغة العربية؟ قدّموا دروسًا أو دورة قصيرة عن الكتابة بالعربية بالمجّان.

هل تدرسون علم النفس في الجامعة؟ قدّموا محاضرات مُمتعة ومفيدة عن مواضيع نفسية قد تهمّ جميع الناس وتساعدهم في حلّ مشاكلٍ يتعرّضون لها يوميّة، كالثقة بالنفس وحبّ الذات مثلًا.

وبهذا تكونون قد أفدتم من حولكم بطريقة قليلة – بل معدومة - التكلفة، وتركتم في داخلهم أثرًا معرفيًا طيّبًا قد يرافقهم طوال حياتهم.

2. اصنعوا الأشغال اليدوية وبيعوها

في الأشغال اليدوية مُتعة كبيرة لمن يحبّ التركيز وفنّ الإتقان، لذا يُمكنكم، وفي أجواء شهر رمضان، أن تُخصّصوا وقتًا من يومكم لصنع الأشغال اليدوية الرمضانية.

قد تكون هذه الأشغال اليدوية فوانيس رمضانية، أو مسابح مُلوّنة، وإذا كُنتم مُبتدئين في عالم الأشغال اليدوية، يمكنكم أن تُصمّموا بطاقات تهنئة بقدوم رمضان وأخرى للعيد، وتستطيعون كتابة أدعية على هذه البطاقات وتزيينها وفق ذوقكم الخاص.1

وأجمل ما في هذه الأشغال اليدوية هي بيعها، ومن ثمّ جمع الأرباح والتبرع بها للمُحتاجين! وبهذا ستشعرون أنكم استطعتم أم تُفيدوا الناس وتبذلوا أموالكم كما يفعل الناس عادة في شهر الخير.3

3. ترجموا المقالات الرمضانية إلى لغات أجنبية

هذا النشاط هو للمتقنين لغة إضافة إلى جانب العربية، إذ يُمكنهم توظيف مهاراتهم اللغوية في تلخيص مقالات رمضانية أو ترجمتها إلى لغات أخرى.

وبعد ذلك، يُمكن مشاركاتها على منصّات الإنترنت كي يصل إليها المسلمون غير الناطقون بالعربية، وبذلك يتعرّفون أكثر على شهر رمضان ويستفيدون منها.2

3. نظّموا نشاطات ترفيهيّة لأطفال الحي

يتمتّع الشباب بالكثير من الطاقة التي يحتارون أحيانًا في طُرق تفريغها، ولا يوجد أفضل من تنظيم النشاطات والفعاليات لاستثمار هذه الطاقة في رمضان.

من منّا لا يُحيطه الكثير من أولاد العائلة وأولاد الجيران؟ فكرة رمضانية مُفيدة هي جمع هؤلاء الأولاد وتنظيم نشاطات ترفيهية تثقيفيّة لهم، وبهذا يستفيد الأطفال وتمنحون أهلهم وقتًا للراحة أو قضاء الأشغال.

الكثير من الأفكار الرمضانية يُمكن أن تُوظّف في هذه النشاطات، ولكن كبداية طريفة وسهلة، اقترح عليكم تصميم شهادات صيام تمنحونها للأطفال الذين داوموا على فعل الصيام ولو لساعات معيّنة.3


ختامًا...

لا تدعوا الشكّ والتردّد يتسلل إلى نفوسكم ليقنعكم أن ما بيدكم حيلة لتكونوا مفيدين في شهر رمضان، فكلّ إنسان قادر على أن يترك بصة مُتميّزة ويكون ذا فائدة للآخرين، كلّ ما عليكم فعله هو النظر إلى مواردكم، من وقت أو مهارات أو غير ذلك، ومحاولة توظيفها في هذا الهدف قدر المستطاع.

المراجع: