اليوم وبعد شعوري بالملل قررت  دخول حساب قديم لي على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، أخذت أفتش بين الرسائل القديمة ويبدو انها طريقة جيلنا الجديد في البحث عن دفاتر الماضي، فالكلام المكتوب بخط اليد، والورق الذي يحمل مشاعر وأحاسيس وأحيانا دموع أكثر ما يحمل من كلمات اصبح صيحة قديمة للحب والذكريات.

لم أكن أعرف ما الذي أبحث عنه بالضبط، هل كنت أبحث عن أصدقاء لم يعد يجمعني بهم سوى مواقع الكترونيه وتهاني بسيطة فالأعياد والمناسبات أم أنني كنت أبحث عني فربما أجد نفسي ، في كلمة ما أو ربما في محادثة بيني وبين أحد الصديقات فقد ضللتها تماما، ربما كانت هناك ولم أتعرف عليها. أربع سنوات كانت كفيلة بأن تبقي على مظهري الخارجي فقط إلا أنني أصبحت إنسانة مختلفة تماما، لن يلاحظ من تعرف علي حديثا ذلك إلاأن من يعرفني حقا سيلحظ ذلك الخفوت في قلبي.

لم أكن أؤومن بضرورة الإحتفاظ بالأشيا الماديه، كنت أسخر ممن يحتفظ بتذكار أو بشهادة، شال التخرج هدايا التخرج وكل شي يذكرني بالماضي كان مصيره القمامه فقد كنت على قناعة يومها بأن الذكريات تحفر فالقلوب وأن تلك الجمادات لا تلعب دورا أكبر من شغلها حيزا قد أحتاجه لشيء آخر، ولكني اليوم وبعد أن قرأت تلك المحادثات أصبحت أؤومن بأنها تحتفظ بجزء منَا على غير علمنا، من ابتساماتنا، من حزننا، من دموعنا ومن أرواحنا، وها أنا ذا أترك جزءا من روحي ومن حزني هنا بين هذه الكلمات أواسي بها نفسي وأصدم بها نفسي حين أعود لأبحث بعد سنوات أنني كنت إنسانة أخرى وأنني لا أنفك أتغير.