Image title


للكاتب: أ.د.داود عبدالملك الحدابي

هذا النموذج في إدارة التغيير تم استنباطه من مرحلة تغيير مؤسسي استمر لحوالي خمس سنوات. فبعد أن جلست مع أحد رواد الأعمال الذي سلمت له شركة صغيرة تتكون من 5 موظفين في مجال تقديم إحدى الخدمات، ولم يكن لهم مدير رسمي، وقد تعود العمال على نمط من العمل لا يتسم بالمؤسسية ولا المهنية في العمل. 

وبعد تسلم هذا الشاب العمل قام بعشرات من الأنشطة التي من شأنها تحقيق تطوير للعمل المؤسسي وزيادة في الإنتاج والربحية . وقد حاولت أن أقوم بوضع نموذج يصف حياة هذا المدير في العمل ومن خلال النموذج يمكن معرفة المراحل والخطوات التي اتبعها حتى حقق النجاح. وهذا النموذج يتكون من أربع خطوات وهي

1. التشخيص:او هذه أخذت منه تقريبا من عشرة أيام إلى اسبوعين إلا أنها أيضا مرحلة مستمرة لا تنتهي فالتشخيص عملية مستمرة لأن التحديات أيضا لا تنتهي. وقد توصل إلى جملة من المعوقات وأوجه القصور الواضحة والتي من السهل معرفتها لذي عقل وخبرة والتي ينبغي التغلب عليها بصورة سريعة وعدم التردد في ذلك.

2. التصحيح: وبناء على عملية التشخيص السريعة تم تحديد أهم المعوقات والتي في حاجة إلى اتخاذ قرار لتقليل الهدر وتصحيح المسار المؤسسي.  بالطبع حدد قائمة منها وبدأ بالمشكلات ذات الأولوية. وينبغي التنويه أن عمليتي التشخيص والتصحيح عمليتان مستمرتان ومترابطتان ولا تتوقفان مع مرور الزمن.

3. التحسين والتطوير المستمر والمتدرج: و أثناء عملية التشخيص والتصحيح السريع تبدأ عملية التحسين المتدرج . تم تحديد أهم الا5مور التي يمكن تحسينها في الجوانب المختلفة المكونة للخدمات المقدمة سواء تعلقت بالمدخلات أو العمليات أو المخرحات وهذه أيضا مستمرة ولا تتوقف.ولكن التحسين المتدرج لا سيما في السنة الأولى تسهم في تكوين ثقافة جديدة للعاملين والمنظمة بحيث يتم قبول التطوير مستقبلا.

4. التوسع: وهذه بدأت من السنة الثانية وحتى الآن وستستمر من خلال رؤية واضحة لدى المدير رائد الاعمال.  تمثل التوسع في تقديم خدمات جديدة وآليات جديدة وتوسع في حجم العمالة والعملاء  والبنية التحتية والفروع وغيرها من  الأمور. هذا التوسع أصبح ثقافة لدى ذوي المصالح stakeholders من ملاك ومدير وعاملين . 
ويمكن الإشارة هنا إلى التداخل والتكامل بين هذه المراحل والمكونات إلا أننا تمكنا من معرفتها بناء على المهام والأنشطة التي قام رائد الأعمال بمتابعتها  خلال الخمس سنوات الماضية.

تشخيص وتصحيح وتحسين وتوسع. 
أربعة كلمات أو مفهومات كلها تبدأ بحرف التاء  لتعكس كيف سارت عملية التغيير المؤسسي من حالة الركود ومحدودية النشاط الخدمي إلى مرحلة النشاط والتوسع.