Image title

للكاتب: أ.د.داود عبدالملك الحدابي

جمعني لقاء بأحد الشباب الطموح والمتطلع للنجاح. هاجر من موطنه الثاني إلى موطن ثالث ثم حصل فيه على شهادة جامعية في إدارة الأعمال.  عمل بعد تخرجه وتنقل بين بعض الأعمال فاكتسب منها الكثير من الدروس العملية سواء في الأمور الإدارية أو المحاسبية أو العلاقات العامة أو المخازن أو المشتريات أو المبيعات او التسويق. ونتيجة لظروف العمل ومحدودية الفرص الوظيفية في الموطن الثالث هاجر مرة أخرى إلى موطن رابع. فكان اللقاء مع أحد الممولين حيث قام حديثا بشراء مجموعة آلات صغيرة مستخدمة لأحد المشاريع الخدمية مع خمسة عمال وكان يبحث عن شخص له القدرة أن يدير المشروع وهو على استعداد  لزيادة التمويل لتطوير العمل. لم يكن المشروع مع المالك السابق يسير وفق نظام إداري ومحاسبي كما هو متعارف عليه. فكان من  أحد زملاء الشاب أن عرفه بالمالك الجديد للمشروع الذي لم يحقق ارباحا تذكر. فأبدى الشاب حماسا وهمة وحرصا على النجاح. فمكنه المالك من العمل وطلب منه أن يبقى في المشروع لمدة عشرة أيام ليطلع عن كثب عما يجري في المشروع.


رائد الأعمال اللماح تمكن من فك أسرار ما يحدث مع تحديد المشكلات وإعداد مقترح لتطوير العمل فبالتدريج تمكن من تحويل الخسارات إلى أرباح ومن مشروع غير مربح ومحدود إلى مشروع ناجح، فحاليا لديه حوالي 37 عامل خلال 5 سنوات. وحتى لا نخوض أكثر في التفاصيل فيمكن أن أوجز عوامل النجاح  لمشروع رائد الأعمال كالآتي:

1. الهمة والحماس والإصرار .
2. إدارة المشروع وكأنه المالك له.
3. تقييم وتشخيص واقع المشروع الخدمي ورسم ملامح تطويره.
4. إعداد دراسة جدوى سريعة للتطوير وبشكل متدرج.
5. التسويق والترويج لكسب عملاء جدد.
6. البحث عن مصادر شراء متعددة  للتجهيزات والمواد عالمية بدلا عن  المصادر المحلية.
7. الحرص على التعلم المستمر في مجال الخدمة نفسها وما له صلة بها.
8. الحرص على إعادة النظر في الرواتب والحوافز لتحقيق العدالة بين العاملين.
9. الإدارة بالتجوال والنزول الميداني المستمر .
10. التواصل المستمر مع العاملين والعملاء والقرب منهم .
11. تأسيس نظام إداري ومالي للمشروع وتطبيقه.
12. ثقة المالك به وبإخلاصه للعمل والمشروع.
13. منح المالك الصلاحيات للشاب ليتمكن من اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة لتطوير الاداء. 
14. توفير التقارير المالية  والادارية والفنية الدورية للمالك.
15. توفير المعلومات الكافية حول الخدمات المقدمة للعملاء من قبل الشركة بطريقة احترافية.
16. العمل لساعات أطول في المشروع والحضور في أوقات غير أوقات الدوام الرسمي بغرض المتابعة. 
17. تقديم أفكار إبداعية جديدة وإعداد دراسات جدوى لها لمناقشتها واعتمادها من قبل المالك مما ساعد على تسهيل عملية اتخاذ القرار. 
18. التركيز على النتائج في العمل  والتي تؤدي الى التوسع والانتاجية والربحية.
19. إيجاد آلية عادلة لضبط العمل ومتابعة الأداء.
20. تميز  الشاب بالطموح والتفاؤل والثقة والشجاعة الأدبية  وكل هذه سمات شخصية ضرورية للنجاح القيادي والاداري.
21. القيام بتدريب العاملين على بعض المهارات الفنية والعامة.
22. تمثل القدوة للعاملين في الالتزام بالدوام وما يأمرهم به قولا وعملا.
23. الإشراف والمتابعة للعاملين في الأوقات التي يتوقعونها والتي لايتوقعونها.
24. تمثل القيم والاخلاق المهنية في العمل من التواضع والاتقان والتعاطف والصبر وقوة التحمل.
25. تحفيز العاملين وتشجيعهم وإلهامهم لتطويرادائهم. .
26.الاهتمام بالبعد الإنساني في التعامل مع العاملين ومراعاة ظروفهم.
27.  الحزم وعدم التردد في اتخاذ القرار عند الحاجة.
28. التقييم المستمر للايرادات والمصروفات واتخاذ القرارات ذات العلاقة بالآليات التي تزيد من الربحية.
29. الحرص المستمر على رضى العملاء.
30. الاجتماعات الدورية مع مالك الشركة والشفافية الكاملة معه فيما يخص الإيجابيات والسلبيات التي تواجهه في العمل. 
31. دراسة القرارات الكبيرة المتعلقة بالتوسع مع تقديم البدائل المختلفة وتبرير الأفضل منها للمالك ليسهل عليه اتخاذ قرارات حيالها. 
32. الإحاطة والمعرفة  بكل ما له علاقة بالخدمات المقدمة من مدخلات وعمليات ومخرجات.
33. توظيف خبراته السابقة والحالية في تطوير العمل وتوسعه.
34. السفر لدول متقدمة في مجال تقديم خدمات الشركة والاستفادة منها في مجال صناعة الاآلات والمواد المستخدمة كمدخلات لتقديم الخدمات.
35. الإهتمام بتسويق الخدمات مما ساعد على زيادة المبيعات وتعظيم الربحية وتوسع العمل.
36. الحرص على رفع مستوى رضى المالك وتعزيز الثقة بين الطرفين .
37. تقديم حلول إبداعية غير مكلفة للمشكلات التي تواجه العمل.
38. التركيز على بعدي الحرفية والأمانة في العمل سواء في اختيار العاملين أو تطوير العمل.
39. تنويع جنسيات العاملين لإحداث نوع من التنافس في الأداء بحكم أن العاملين جميعهم أجانب.
40. حب وسرعة التعلم  والحرص على تعليم الآخرين
41. وضوح الرؤية مع مرور الزمن واكتساب الخبرة العملية حيث سيبدأ بتاسيس شركتين رديفتين للشركة الحالية ولهما صلة مباشرة بخدمات الشركة الحالية.
42. التركيز في المرحلة الاولى على التقليل من الهدر المالي في المجالات المختلفة.
43. تمثل التوسع في توسيع قاعدة الخدمات للافراد والمؤسسات بالتضافة الى فتح فروع وتوسيع قاعدة العملاء و تاسيس شركات جديدة متعلقة بطبيعة الخدمات التي بدا بها العمل في المشروع.

هذا لا يعني أن رائد الأعمال لم يواجه تحديات من بيئة العمل الداخلية أوالخارجية بل على العكس فقد واجه العديد من المشكلات والتحديات وكان جزء كبير من العمل لا سيما في السنة الأولى والثانية حلاً للإشكالات بالتوازي مع التطوير والتوسع.  فقد قام بحل الإشكالات بروح متفائلة وطموحة مع الصبر وقوة التحمل ومواصلة ساعات العمل ليل نهار لا سيما وأن العمل في الشركة يمتد نهارا وليلا   يوميا دون توقف.