طالت المدة و الوقت يمر دون توقف. مشكلة الزمن أنه لا ينتظر أحدا ليكون على أتم الاستعداد , دائما ما كان يمضي قدما دون الالتفات للوراء, تتثاقل خطواته تارة و تتسارع تارة كل بمنظوره الشخصي. يعيش الفرد منا سبعة أيام بالاسبوع و ثلاثين ليلة بالشهر و السنة بعدد أيامها, ربما هذا هو العامل المشترك لكل الأفراد في هذا العالم. لكن 365 يوما تختلف منزلتها من شخص لاخر حسب الظروف, الاعمال, المواعيد, الأهداف و الطموحات.

تكمن الغرابة في أن تكون في سن مسؤولة و أنت غير مسؤول حتى عن نفسك أو تصرفاتك و تستنزف سنة من العمر, هذا ان لم يكن العمر كله بين الشتات و الضياع و سوء التسيير و التقدير. 

العمر هو الفرصة الوحيدة التي لا يمكن أن تتكرر, كل من في هذا الكون يدرك معنى هذه الحقيقة الحتمية و هي مغادرة هذه الدنيا إن طال العمر أو قصر. الحياة بمعناها التطبيقي, أي ما يعيشه الانسان من أحداث و مواقف مطاطية حيث أنها تتأقلم مع كل أساليب التعامل لكن في إطار العقلانية فكل أمر يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.

من الجانب المنطقي سيكون لكل فعل رد فعل أو يكون لكل تصرفٍ تصرفٌ عكسه تماما, هنا وجب الاقتناع أن حال الدنيا متقلب و أن دوام الحال من المحال. الوسطية في التعامل و العفوية في تقبل مزاجية ظروف الحياة و الايمان بالقضاء و القدر هي أفضل أساليب العيش. قد يكون تقبل الحقيقة صعبا الى حد ما و لكن ليست كل الاحلام تتحقق و لا كل الاهداف تأتي ثمارها ولا كل الخطط تصل الى مبتغاها فقد تحصد عكس ما زرعت تماما. فمن الممكن أن تتزوج امرأة تحبها و تكون نهاية علاقتكما الطلاق لسبب أو لآخر و قد تنشأ غنيا و تنتهي فقيرا لسبب أو لآخر أيضا, حتى صديق العمر قد يتغير عليك أو تتغير عليه, كذلك من غير المستحيل أن تنام في أمن و سلام و تصبح على حرب و دمار, الجميع ليس على دراية بما قد يحل به, لكن العقل المؤمن الحكيم, المدرك للواقع و المفكر بمنطق و إن استصعب عليه الأمر سيجد نفسه مهيأ ومقاوما لأي طارئ. 

في الجانب الآخر حشد كبير من الناس بلا هوية قد يصح تسميتهم بالسلالة الهجينة التي تأخذ من كل مكان سيئه, تفكير عشوائي, أهداف سطحية دون تخطيط و أوهام فارغة على الدوام. هذا الجمهور الغفير تمكنت منه التكنولوجيا, الدراما و مواقع التواصل الاجتماعي كل بجانبه السلبي و بكل ما أوتي من قوة. لا إدراك لهم للمفاهيم بمعناها الواقعي, فالزواج بالنسبة لهم هو الارتباط بامرأة جميلة أو رجل ثري و قضاء جل الأوقات في السفر و المطاعم الفاخرة و شراء أغلى ماركات الألبسة و الهواتف. أما عن الرجولة و البطولة القومية فهي علبة سجائر و إدمان للممنوعات و التشهير بذلك, ناهيك عن الحضارة المقترنة بالتجرد من الدين و التخلي عن مبادئه من تبرج و دياثة و إنزالها تحت مصطلح الحرية الشخصية.

بالنهاية على الجميع التخلص من عدوى الأفكار و المعتقدات التي أصابتنا, و الامتثال للواقع بعيدا عن تبجيل الثروة و المجتمعات المنحلة و توهم المثالية و تقديس الأنا.

بقلم: زيد محمد السبع