في هذه الايام احسست بألم يشق قلبي نصفين وانا اشاهد شعارات حكومتنا وسياسينا على قنوات تدعمهم او انشؤها بالسحت الحرام ومنها "ثورة الحسين منهجنا "!.اثنا عشر سنة منهج "حسيني "!!والنتيجة هي حكومة حرامية .. اثنا عشر سنة في الحكم وبميزانية تقارب ترليون وربع دولار .. اي ما يقارب حاصل جمع ميزانيات العراق خلال تاريخ الدولة العراقية الحديثه ! .. والنتيجة ان ثلث البلد تحتله داعش "!.سنوات من الفساد المالي والسياسي وضع البلد على حافة الانهياربازمة امنية واقتصادية .. وكل ما تملكه حكومة الحرامية هو شعار "الحسين ثورة للبناء " ثورة الحسين منهجنا " حسينيون ماحيينا"!! ). فأية اساءة أشدّ وجعا من اساءة يدعي اصحاب السلطة انهم (حسينيون) فيما اعمالهم تناقض مباديء الحسين وقيمه! .. وأقبحها انهم تركوا الشعب الذي اوصلوهم الى السلطة، يعيش في بيوت الصفيح بينهم من يفتش عن قوت يومهفي القمامة فيما صاروا، بعد ان كانوا معدمين، يعيشون حياة باذخة ويشترون الفلل والشقق الفارهة في بيروت وعمان ودبي وباريس وغيرها.

ان حكومتنا هي من افسد حكومة في تاريخ العراق، وانه لا يمكن لحكومة فاسدة ان يكون رئيسها نزيها، وانه ارتكب جريمة كبرى بتخدير الشعب و بسكوته عن محاسبة الفاسدين الذين تارة يقيلهم كذبا وتارة يتوعدهم وما ان يلبث ان يعتذر او يماطل وان الجميع فهمها انه لو كشف الفاسدين وابناء المسؤولين من الخصوم .. لفضحوه. وسيذكره التاريخ (وشركاؤه) بان القيم الاخلاقية في زمانه تهرأت وانحطت لدرجة ان الفساد صار يعدّ شطارة بعد ان كان خزيا في قيم العراقيين .. 

لقد وصل اللاحياء ان مسؤولين فاسدين نهبوا المال الحرام واثروا ثراءا فاحشا .. يجلسون في مجالس العزاء الحسيني وايديهم على جباههم .. حزانى .. يبكون! فيما هم فعلوا ويفعلون بالضد من قيم الامام الحسين .. ما يجعلك تتساءل امام زيفهم هذا وما احدثوه من خراب للقيم:ماذا لو خرج الامام الحسين الآن في بغداد متوجها الى المنطقة الخضراء .. ترى هل سيستقبلونه بالاحضان؟ ام انهم سيكونوا كلهم شمرا!؟


فساسينيا هم عدو الحسين وثورته واخلاقه و مستمر مع الوقت و يجدد نفسه بين حين و أخر، و هم ومن ياخذ من المذاهب وسيلة لتكبح أنصار الإمام “الحسين” و أن تجعل من ذكري “الحسين” مجرد صورة مذهبية لطائفة إسلامية .
وهم ايضا ذلك العدو الذي يحاول منذ فاجعة الإمام الحسين أن يجرد الثورة من مضمونها ويحولها لمجرد حدث تاريخي لا نخرج منه سوي بتثبيت فكرة مجالس العزاء و الركضات نحو قبر الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء و إن كنت أري فيها أهمية إلا أنه لاتزال تقف عند حد تكرار الحدث دون الوصول لمعناه الحقيقي، فالبكاء والنوح علي الإمام أمر طبيعي يقع فيه كل من قرأ سيرة المذبحة و أطلع علي تفاصليها و لكن هم يريدوا تغيب ظلال ثورة الحسين ومعانيها السامية؟!
وهم (السياسين والحكومة ) يحاولون ثنينا من الدخول في عمق مفهوم تضحية الإمام الحسين والأكتفاء بتحويل ذكرى عاشوراء لذكري للآلام و البكاء، وبذلك نتحول لصنف اخر من أعداء الإمام الحسين، ذلك الصنف الذي يحاول تجمد الذكرى في فترة زمنية من التاريخ ثم ينظر إليها من القرن الواحد و العشرين وكأنه ماضٍ سحيق، ينظر إليه بعين راثية ثم يبكي فقط ..

الهوية الحقيقية لثورة الحسين هي انها ثورة اخلاقية، وهي الثورة على موت الضمائر وتهرؤ الاخلاق والاستغلال الديني التي تشطر الناس الى قسمين: حكّام يستبدون بالسلطة والثروة، وجماهير مغلوب على امرها .. فتغدو القضية صراعا أزليا لا يحدّها زمان ولا مكان، ولا صنف من الحكّام او الشعوب.ومن هنا كان استشهاد الحسين يمثل موقفا متفردا لقضية اخلاقية مطلقة، مادامت هنالك سلطة فيها:حاكم ومحكوم، وظالم ومظلوم، وحق وباطل..
كان الوقوف بوجه ظلم السلطة وطغيانها وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حرية وكرامة الانسان التي اكد عليها الاسلام هي القيم الكبرى في ثورة الحسين، فدعونا نثور و نطبّق هذه القيم على السلطة والسياسين في العراق التي يقودها( من يفتروا زورا انهم حسينيون).