بعد إن انتهيت من مشاهدة لقاء العبادي مع اساتذة الجامعات وبعده اجتماع الرئاسات الثلاث ودعوتهم للتقشف المدروس, قلت في نفسي حجي ابو يسر محتار شلون يحلها للازمة الاقتصادية ويلملم الميزانية وعزمت النية على ان ان اعمل حملة فيسبوكية (ساعدونا من مال الله ) وا ان نعمل جمعية مع كل موظفين الوطن ويقبظها ابو يسر اولا . لقد نجح دولته فى أن يغير فكرتى تماما عن حكومته وساسي بلدنا فنحن ابناء البلد الجاحدين الذين ينتظرون ان يأخذوا فقط بدون ان يضحوا قليلا.

دولته حاول ايصالها لنا عبر الاجتماع مع الاساتذه ومع الرئاسات و بصوته المملوء حنية وبمشاعره الجياشة التي لا يخطئها الاداعشي أوبعثي صدامي «العراق يمر بازمة وملخص كلامه يجب ان نتحمل ونضحي من اجله » انا افهم جيدا كلام دولته الذى يشجع الموظفين الا يكون انانين وان يعلون قيمة الايثار وان يفكروا في سعر القذيفة التي تطلق على داعش وكم تكلف الحرب . كل ذلك جميل جدا. ولكننى اتساءل: لماذا يوجه دولته الى الموظفين كلامه؟ هل لايعلم دولته ان دولته ملئ بسراق المال الذي لو حاول جادا استعادته لاغنى الميزانية لعدة سنوات ؟

لا بل في الحقيقة ان هذا حل عبقرى لالهاء الشارع وشغله عن الاصلاحات التي وعد بها. وعمليا هي ازمة يصعدها لحد الاختناق وعندما تكاد تنفجر يحلها او يعطي المنح منة منه ويتحول الى البطل الهمام عند حلها.وانا مشغول بهذه الافكار السوداء سرحت و تبادر الى ذهني كلام احد كبار السن في مدنتي حيث عندما كان يسمعنا نشكوا , كان يطل علينا بابتسامته الساخرة ليعزينا في شكوانا بقوله: "أنتم دائما ترغبون في النظر إلى النصف الفارغ من القدح (مقلدا وساخرا من كلام السياسين). لكننا في الحقيقة في افراح لا حد لها: يتاخر الراتب وياتي بعد دين يملئ دفاتر الدكاكين فنفرح ونجد البنزين بعد انقطاع، فنفرح؛ نفتح حنفية المياه فتصب ماءً(بالماطور طبعا ) بعد ما شحّ أياماً عديدة، فنفرح؛ نسمع بأن حصة النفط اتت ، فنفرح؛ نعلم أن وجبة من أنابيب الغاز قد وصلت لساحات توزيع الغاز، فنجري إليها ونفرح؛ يتسرب إلينا خبر بأن هناك 15 الف مع البطاقة التموينية ، فنتسابق إليها ونفرح. إنتم فعلاً في حالة فرح مستمرة لكنكم لا تشكرون الله".

ولكن عندما عدت الى الواقع وجدت :

ان التقشف «فقط » ليس حلا. و لا يبنى اقتصاد بلدنا او تنقذ ميزانيتنا بل ماينقذها هو باسترجاع الاموال المسروقه من قبل السياسين والاحزاب وتقشف يبدأ بالمسؤولين واعضاء البرلمان وينتهي بالموظف...وليس يبدأ بالموظف وينتهي بالموظف؟! فهل هكذا يكافأ من صبر طيلة الفترة السابقة بتاخير رواتبه لعشرة ايام او اكثر كل شهر ويتاخر قوت يومه وعياله؟!ويعلم الجميع أن هذه الحكومة لاتملك خطة لإدارة المال العام وخصوصا أنها لغاية الأن لم تقدم للشعب خطة تقشفية تتلائم مع الوضع المالي وهي مستمرة بهدر المال العام لوزرائها وحاشيتهم ، ولا نجد أن أي تغييرا طرأ على أي مصاريف تشغيلية في الوزارات أو مهمات الوزراء والحكومة مثل بدل مهمات السفر والمشتريات والعقود وسيارات الاستئجار والاتصالات، وعلى العكس نرى في بعض الاحيان زيادة فيها , والموظفين براتب مسخ لا يكفي نصف الشهرمع الايجار، والذي سوف يصل لهم بعد السلم الجديد لا يستطيعون تدبير امورهم ولا يمكنهم تسيير أمورهم اليومية، فكيف سيكون حال الموظفين في هذه الظروف، وكيف يكون الحال للإقتصاد السوق العراقي، الذي أصبح في مهب الريح؟!. 
هل تدرك الحكومة والقيادة أن مثل هذه الظروف تقوض الصمود اما تداعيات الارهاب ، وتدفع بالناس للهجرة، وتدفع الموظف للرشوة التي امست ريحتها تزكم الانوف .فالموظفين يطالبون أن لا تكون أي إجراءات تقشفية في الوطن على حساب فاتورة رواتب الموظفين، والأولوية في التقشف أن تكون بدايتها من موكب رئيس الوزراء ومن سيارات الوزراء الفارهة ورئيس الجمهورية ونوابه والرلمانين ومطالبة رئيس الوزراء بتحمل المسؤولية الكاملة عن الأزمة المالية الحالية، ومطالبته برفع الغطاء عن الوزراء والنواب والدراء العامين الفاسدين واصحاب الرواتب الخيالية وسراق المال العام ؟!!!.