في أحد أيام اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني، أَحْضَرْتُ ابنتي من المدرسة ولم تكن كعادتها في الأخذ بالثرثرة واخباري عمّا حدث في يومها!
وبعد صمت لم يَطُل قالت: ماما اليوم صديقتي جوري قامت من مقعدها للتوقيع وهو ممنوع فصرخت عليها المعلمة بشدة أن عودي إلىمكانك!
صمتت قليلاً ثم قالت: ماما أنا شاهدتها تبكي عندما جلست في مكانها!
قالت جملتها الأخيرة بقلب مكسور حزين جدًّا!
آلمني والله ألمها ووجعها على صديقتها، ولا أُخفيكم أني وقعت في حيرة ما بين مواساتها وتخفيف وطأة الموقف على قلبها أو أن أفهمها أنهمن الممكن أن تمر بذات الموقف،فلا تحزن!!
وما كان من قلب الأم إلا أن يختار الخيار الثاني
فقلت لها: يا ماما المعلمة قد تكون متعبة وقد تصرخ عليك في أحد الأيام فلا تحزني واعلمي أنها لا تقصد ذلك!
قلتها وأنا داخلي يرفض ذلك جملةً وتفصيلاً!
فلا يوجد أي عُذرٍ من السبعين يصلح لالتماسه للمعلمة!
طفلة في الصف الثالث الابتدائي لم تعرف من أنظمة المدرسة شيء، وإن علمت فهو أمرٌ لا يستحق أبدًا أن تكسر قلبها لأجله.
مهنة المعلم إنسانية في غالبها، وإن تجرَّد منها فلا يستحق أن يكون معلمًا!
واجب على كل معلم العطف والتعامل بلطف مع طلابه، الصراخ والألفاظ النابية والتسلط والتشدد ليست من سمات المعلم أبدًا.
وكذلك ممارسة السلطة في غير محلها ووجهها الصحيح والتجرد من الإنسانية لا تجعل منك إنسانًا قويًّا أبدًا.