اصدرت الادارة الامريكية وتوابعها الدول الغربية, مجموعة من القرارات بحق روسيا التي وجدت نفسها مضطرة للتدخل في اوكرانيا حيث يسعى الناتو الى ضمها اليه, اعاد بوتين بناء دولته التي تفتت, لتكون حاضرة وبقوة في مجريات الاحداث في العالم, ليكون عالم متعدد الاقطاب.

حزمة العقوبات جد مؤلمة بحق الروس, لكن امريكا ومن معها سيصيبها بعض الضرر, عدم استيراد النفط والغاز الروسيين سبب ارتفاع أسعارهما  في السوق العالمي, ربما تستطيع امريكا ولفترة محدودة ان تنتج ما تحتاجه, لكن الدول الغربية بمجملها ليست منتجة وبالتالي فإنها ستخصص الجزء الاكبر من ميزانياتها لتدبير البدائل من دول اخرى والذي سينعكس سلبا على معيشة مواطنيها وبالتالي سينخفض معدل نموها الاقتصادي الذي لم يخرج بعد من تبعات جائحة كورونه.

 امريكا تستجدي من تناصبهم العداء لعقود من اجل زيادة انتاج النفط والغاز للتعويض, فنزويلا, ودول الخليج ,اضافة الى ايران وامكانية ابرام اتفاق نووي بشروط ميسرة.

اعربت غالبية الدول انها لا تستطيع زيادة انتاجها لأنها ملتزمة بالحصص التي تحددها منظمة الاوبك, ان يأتي الاعتذار من السعودية والامارات فذاك امر لم تتوقعه امريكا التي ترتبط معها بمعاهدات في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية على مدى عقود, لم يسبق للدولتين ان رفضتا طلبا امريكيا بالخصوص, اللهم الا في حرب اكتوبر1973 حيث اوقف الراحل الملك فيصل ضخ النفط وجعله سلاحا لخدمة المعركة القومية ,فدبرت امريكا اغتياله في ذكرى مولد الرسول (ص) الموافق 25 مارس العام 1975 على يد احد ابناء العائلة الحاكمة.

ترى لماذا لم تستجب الدولتان للطلب الامريكي؟ لقد تبين للدولتين المعنيتين ان امريكا لم تساعدهما في ردع الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة للحوثيين والتي طالت كافة المناطق بما فيها المنشآت النفطية التي تديرها شركات امريكية, بل اكتفت امريكا بالشجب والاستنكار شانها في ذلك شان بيانات الجامعة العربية, لقد تمادت امريكا في عهد ترامب وعلى الاشهاد الاستخفاف بحكام الخليج بانهم ليسوا قادرين على البقاء لأكثر من اسبوع بالسلطة في وجه ايران لولا حماية امريكا, فجمع اكثر من 500 مليار في جولته الخليجية.

استقبال الرئيس السوري بشار الاسد من قبل قادة الامارات وهي الاولى له عربيا منذ غزو بلاده عن طريق تركيا ومرتزقة من كافة اصقاع العالم, سوف يجر عليهم (قادة الامارات) غضب العم سام ,فالأمريكان لا يعرفون علاقات متوازنة وتبادل مصالح ,بل اما ان تكون عبدا لي تنفذ اوامري او انك عدوي. وبالتالي فان امريكا قد ترسل في القريب وزيرها بلينكن بالخصوص

يعمل الغرب بقيادة امريكا على احداث سايكس بيكو جديد, لتجزئة اقطارها وجعلها مسرحا للصراعات ونهب خيراتها واذلال شعوبها, نتمنى ان يفيق الحكام العرب من سباتهم والعمل على اعادة توحيد امتهم, لتكون للعرب الهيبة كما كانت حيث هزموا اقوى قوتين في العالم آنذاك.

امريكا لن تألو  جهدا في سبيل زعزعة امن واستقرار كل من لم يتبع خطاها والسير في ركبها. أمريكا من تدق الاسفين بين ضفتي الخليج العربي لأنها تدرك جيدا ان وجود علاقات متينة بين العرب وايران سيقلل من اعتماد المنطقة على الغرب الاستعماري.

السؤال هل ستفلت الدولتان من الغضب الامريكي؟ .