إنني ومنذ فترة من الزمن أفكر في هذه المعاناة التي نعيشها في وطني "منع سواقة المرأة" التي لاتزال عائقا في وجه المرأة، وبالرغم أنني ممن لا يرى بأسا من سواقة المرأة لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية الإجتماعية إلا أنني بدأت أحيد عن وجهة النظر هذه.

‏ففي زيارتي الأخيرة للكويت، وحينما رأيت مجددا سواقة المرأة هناك بدأت بإعادة التفكير في هذه القضية وقد توصلت لنتيجة ربما تكون غريبة بعض الشيء ولكنني اعتقد تماما أنها صائبة ولازمٌ علي الإفصاح عنها وتبيينها.

‏نعم إنني أرى تفضيل سواقة النساء على الرجال وذلك لأسباب عدة وهي:

‏١) إن من تأمل بالحجج الشرعية التي يسوقها محرموا السواقة يجد أن حجتها تكمن في العادات الإجتماعية، أي أن في سواقة المرأة خطر عليها من الشباب الطائش، ولذلك فحل هذا الامر يكون من وجهة نظرهم بتحريم السواقة، ولكنني أرى أن الحل هنا هو أن نحرم السواقة على الشباب الذين هم من يسبب تلك المشاكل.

‏٢) من تتبع نسب الحوادث في العالم وجد أن أكثر من ٩٠ بالمئة منها سببها الشباب لا النساء، فالنساء دائما ما يتميزون بسواقتهم الهادئة للسيارة، وكما هو معلوم فإن السعودية هي أعظم دولة في الحوادث المرورية ولذلك ففي منع الشباب والسماح فقط للنساء بالسواقة سيكون كفيلا بحفظ الناس من التهلكة.

‏٣) إن المرأة هي في الغالب من يحتاج للسيارة أكثر من الرجل حيث أن الرجل لا يحتاجها إلا للذهاب للعمل أو للجلسة مع الأصدقاء سواء في استراحة أو ديوانية أو نحوها في حين أن المرأة تحتاج للسيارة أكثر فهي تحتاجها للعمل وللأصدقاء وأيضا تحتاجها لحاجيات البيت فهي أعلم من الرجل بحاجياته، ففي السماح لها بالسواقة لن يتكفل الرجل بشراء حاجيات البيت التي يأخذها من المرأة وإنما هي من سيقوم بذلك مباشرة.

‏٤) إن هناك عدد لا بأس به من النساء ممن لا يعملون، فلماذا يتكفل الرجل بالعمل وإيصال الابناء للمدارس وكذلك الذهاب للسوق وكل ذلك لأجل المرأة؟ فإن اُعطيت المرأة حقها في السواقة فلن يحتاج الرجل لكل هذا العناء وإنما سيبدع اكثر في عمله لتفرغه له.

‏٥) إننا بسماحنا للمرأة بالسواقة وتحريمها على الرجال والشباب فإن الشوارع ستكون خالية من الظواهر الطائشة كالسرعة الزائدة والتفحيط وقطع الإشارات.

‏٦) إننا بهذا الفعل سنقضي على الكثير من الجرائم التي تدور بين الشباب حيث أن هذه الجرائم ستُحجم وتُقلص وذلك بسبب أن حركة الشاب ستكون محدودة إما لعمل أو لأصدقاء وتحت نظر المرأة سواء أم أو أخت لأنها هي من سيوصل محرمها وبالتالي سيكون تحت مرآها.

‏هذا والله أعلم ورد العلم إليه أحكم وأسلم.