فك رموز الخرافة: منظرو المؤامرة يعتقدون بحدوث الأشياء وأن الأحداث الكبرى في التاريخ قد هيمن عليها الكاذبون وأداروا الأحداث السياسية من وراء الكواليس.

 بقلم «ستيفاني باباس - Stephanie Pappas» المساهم بمشروع لايف ساينس-  Live Science

تشير «نظرية المؤامرة - Conspiracy Theory» لمحاولة شرح السبب النهائي لحدث أو سلسلة من الأحداث السياسية والاجتماعية على أنها أكاذيب، وغالبا ما يحال الأمر إلى الحكومات على أنها متآمرة بشكل منظم وهي وراء تلفيق الأكاذيب.

وقع حادث إطلاق النار في يوم 2 أكتوبر 2013 بعد اكتشاف عمدة مقاطعة دوجلاس بولاية أوريجون الأمريكية، ونشره لفيديو على شبكة التواصل الاجتماعي «الفيسبوك - Facebook» بعنوان"Sandy Hook truth"، وعلى إثرها قامت دراسة جديدة تلقى ظلالا من الشك على «علم النفس» وتحديدا على نظرية المؤامرة.

خلافا لما هو شائع؛ فالدراسة وجدت أن الأفراد الذين يعتقدون بنظرية المؤامرة أقل عرضة لتحمل عواقب الأشياء التي تحدث لسبب من الذين لا يؤمنون بمعتقد التآمر.

يقول الأستاذ الدكتور بجامعة فريبورج بسويسرا «سباستيان ديجيه - Sebastian Dieguez»:  «إن مانعرضه من نظريات المؤامرة تخضع لمستوى عال من المعرفة، وربما تخضع لمستوى أعلى من الأيديولوجية».

انتشار المؤامرات

قتل 20 طفلا وأصيب 6 بالغين آخرين في حادثة إطلاق النار "Sandy Hook"  بمدرسة ابتدائية، مدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت الأمريكية.. وفور صدور الخبر، منظرو المؤامرة ادعوا أنه لم يحدث إطلاق نار من أساسه، ولكن تمثيلية مفتعلة من قبل مأجورين تم الإتفاق معهم من خلال أهالي الطلاب الثكلى. نظريات المؤامرة تجددت مرة أخرى من خلال إطلاق نار فى أغسطس على الهواء بعد مقتل مراسل ومصور بولاية فرجينيا الأمريكية، وكذا في أكتوبر اطلق النار بساحة «كلية امبكوا كومينوتي - Umpqua Community College» في ولاية أوريجون الأمريكية.

نجد وبصورة أخرى.. بعدم إيمان الناس فى هذه الأنواع من المؤامرات، وقناعتهم بأن الأشياء تحدث بدون سبب وجيه، وبعبارة أخرى نستشف أن من الجيد لهم اعتقادهم بأن أحدا ما مسئول عن تلك المأساة.

عززت دراسات غير مباشرة بعام 2008 بأن الأشخاص الذين يفقدون السيطرة؛ يعتقدون في المؤامرات عن تلك الأشخاص الذين يشعروا بمزيد من السيطرة في حياتهم. يقول «ديجيه - Dieguez»: «لم يختبر أحد العلاقة بين رفض العشوائية والتآمر»، ويقول أيضا: «أنه ليس من الواضح ما إذا كان شئ يحدث بالصدفة أم مؤامرة مدبرة».

المؤامرات المعقدة

وجد الباحثون أن هناك أشخاص بارعون في كشف الطابع العشوائى- تحدده الخوارزميات الرياضية- كما وجدوا شيئا  آخرا؛ بأن الأشخاص الذين يؤمنون بنظرية واحدة من نظريات المؤامرة يميلون إلى الاعتقاد بكثير من نظريات المؤامرة، حتى تلك التى ليس لها علاقة مع الأخرى- أو حتى يتعارضان- فعلى سبيل المثال: الشخص الذي اعتقد بأن الهبوط على القمر كان مزيفا، هو ذاك الشخص الذي اعتقد بأن الأميرة ديانا قتلت عمدا، إلا أن الباحثين لم يجدوا أدلة اكثر عمقا تحتاج لرؤية أنماط ترتبط بالمعتقدات التآمرية.

ارتبطت طرق تفكير أخرى بأساليب تآمرية. «القلق - Anomia» هو شعور بالعجز وعدم الثقة، فالأشخاص الذين يؤمنون بالمؤامرات هم كما يبدو فريسة للاقتران بالباطل وقلة الحيلة وسوء التدبير، كالخلط بين الخاص والعام وعدم تدارك الأمور وتساقط ورق التوت.. وقد تجلى هذا التحيز بتلك الظاهرة عام 1974 من خلال «مسألة ليندا - Linda Problem»، حيث وصفت المرأة  العازب ذات 31 ربيعا اهتمامها بالعدالة الاجتماعية والاحتجاجات المناهضة للأسلحة النووية...ثم تستفسر عما إذا كان من المحتمل أن (أ) ليندا صراف آلى أو (ب) ليندا صراف آلى وناشطة نسائية.

 نجد أن من الأرجح صحة الإختيار الأول رياضيا، بالرغم من وجود فرصة واحدة من كل 10 فرص بأن «ليندا» هي صراف آلى؛ فأن هناك مايساوي 10% فرصة حقيقية، وإذا كان هناك 5 من أصل 10 فرص بأن «ليندا» هي ناشطة نسائية؛ فمن المرجح أنها صراف آلي بنسبة 5/10 مضروب 1/10 أو 5/100 أو 5% فقط فرصة حقيقية.. ولكن لأن الاختيار الثاني يبدو أكثر وصفا لشخصية «ليندا»، فغالبا الأشخاص فى معظم الأحيان يقعون فريسة للتفكير «باء» أكثر من «ألف».

وفى نهاية المطاف يقول «ديجيه - Dieguez»: «إن الأبحاث الجديدة التى نشرتها صحيفة العلوم النفسية بتاريخ 21 سبتمبر.. توحى بأن التدابير التآمرية معقدة وتخضع لعوامل خارجية». وأضاف: «...ربما نظريات المؤامرة فعلا مرتبطة بالأيديولوجيات».