يا رصاصة قالوا عنكي قاتله، تنهين حياة انسان وانتي لاهية.. فأقول لك وقولي نارٌ حاميه .. انتي يا رصاصة الموت كل ما تستطيعين فعله هو انهاء حياة بائسه ، او انهاء حياة هانئه ، فضربتك قاضيه. أنت حكم الموت وليس لحكمك فرصة ثانيه..

أما أنا فقد أحرض شعوبا وأزيل عروش، وأقتص من ظالم وأنقذ مظلوم.. قد أثير عاشقا وادفعه للجنون ، أو قد يكون شاعرا وبهوى ليلاه ينظم الشعر ويجود ، أنا كالسيف على الرقاب ولكنني بحر حنان في القلب يموج ، يتلفظ بي بنو الإنسان ، اما بقبيح القول واما بكلام معسول ، أرطب اللسان بذكر الرب المعبود ، والصلاة على النبي المحمود ، ينتقي مني ما يشاء كل عاقل وعالم ، وأيضا كل جاهل ومعتوه..  يستخدمونني في المديح ويتقاذفونني بالهجاء المذموم . فكل يعبر عن نفسه بكلماتي فياويل قائلي مما يقول ، فوالله لأنني أقصى على الأعداء من رصاص البارود وإنني لأشعل حربا ضروس ، وبالفتنة انا لهب موقود فيا ويل الفاتن والمفتون، وأقطع أرحاما وأوصلها ، وأعلن ثورات وأقرع طبول الحرب بين المقربون.. وأوصل الحب والوفاء بين الأب والإبن ، والأخ والإخت ، والعم والخال ، والأم الحنون..

فأنا كالسهم أنغرس في القلوب فإما تنزف دما مهدور واما تقطر بالشهد المعسول. والله لأنني أرفع شأنًا وأهوِي شؤون ، وأنني في فرقة الناس أصول وأجول. رقيقة أنا كنسائم الهواء العليل ، عاتيةٌ أنا كإعصارٍ لايقف بوجهه مخلوق. إتقوني فوالله لأنني بكلمة مني اسعد انسان وأُخْزِنُ ألوف..


فدوى حمدان أبو عصبه