محمد باقر الحكيم ورحيل قبل الأوان .

رحيم الخالدي

الحرية ثمنها غالي جداً، والتضحية هي القربان الذي ينير الطريق للأجيال، تصل لحد الجود بالنفس، وكما هو معلوم انه غاية الجود، والعراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية، وهو يعطي الدماء التي لا زالت تروي الأرض .

استبشرنا خيراً بإنتهاء حكم البعث بعد عناء طويل، وإن كان الأجل أقرب من ذلك، في تسعينات القرن الماضي بسقوطه، إثر الثورة الشعبانية المباركة، لكن من المعروف كيف تم السيناريو بإرجاع صدام لدكة الحكم، بعد انهياره إثر ضربات المقاومة .

أطل المجاهد شهيد المحراب بعد فراقه مع العراق، ومنذ فترة بداية الثمانينات لغاية إنتهاء الفترة المظلمة، التي شهد العراق أسوأ فترة، لتطأ رجلاه أرض العراق، والإستقبال الكبير ومروره على المحافظات الجنوبية واحدةً تلوَ الأخرى، ويسلم عليهم ويهنيهم بإنتهاء وقت الديكتاتورية، التي رزح تحت ظلها العراق طوال السنين المنصرمة العجاف، وراح ضحية تعنتات صدام الصبيانية خيرة شباب العراق، وخراب طال كل المؤسسات والدوائر، وجعل العراق يرزح تحت طائلة البند السابع! مع مديونية تطول لسنوات كثيرة، ولنبدأ عصر جديد لم نألفه من قبل، وكانت أمنيته أن يطل على العراقيين من مدينة النجف الأشرف، بخطبه بعد فراق أكثر من عقدين من الزمن .

وما أن رأى العالم الإلتفاف حوله، وبيده منهاج بناء دولة مؤسساتية رصينة، وقانون ودستور يجعل العراق يعيش بنعيم، حتى بدأت الصهيونية العالمية ومن يسبح في فلكها، حتى بدات الصهيونية تخطط للتخلص من قائد ايقنت انه سيقض مضاجعهم وكان لها ما أرادت، حيث تم إستهدافه بتفجير هز النجف الأشرف كلها، وكأنه هزة أرضية، وذهب شهيد المحراب الى ربه مسرعاً وهذه الأمنية التي طالما كان يدعوا ربه بها .

أُقبّل أياديكم كات العبارة الأولى التي أطلقها من منبر الحضرة العلوية المطهرة، مع البكاء الذي ضجت به أروقة الصحن المطهر، رداً من الجمهور على تلك الكلمات، فكيف يكون عالما كمحمد باقر الحكيم، ويقبل أيادي الناس البسطاء، وهو المجاهد الوحيد الذي وقف بوجه صدام، وقال هيهات منّا الذلة، بينما كان من على سدة الحكم اليوم يجوب أوربا وغيرها من الدول متنعماً بالملذات !.

بحق كان رحيل شهيد المحراب قبل الأوان،ولم نستثمر أفكاره التي وضعته المستشار الاول للإمام الخميني وسلفه الإمام الخامنئي وباقي العلماء الأفاضل فكيف بنا نحن الناس البسطاء الذين لا نستطيع الوصول لأبسط درجة نالها، في كثير من العلوم التي برع فيها، وها هي ذكراه تتجدد فينا ونستذكر ذلك المجاهد، الذي بذل نفسه في سبيل العراق، وإعلاء كلمة الحق .