فشل؟ لا أعرف معنى ذلك، لا أعرف لماذا تريد تذكيري بأشياء لا أتذكرها، بأشياء لن تساعدني، لا أعرف لماذا تريد تذكيري بأنني أقل أشقائي ذكاءً وبأنني لم أكن متفوق أو حتى طالب بمستوى جيد، فقط طالب مقبول في عيون والدتي الغالية، لا أعرف لماذا تشير لي أخطائي في اللغة العربية و تتعجب لماذا لا أستطيع الكتابة باللغة الإنجليزية و كتابة كلمات بسيطة من مستوى طالب في الأبتدائية.
لا أعرف لماذا تذكرني بنفسي عندما كنت في الـ20 عاماً و كنت أعتقد بأنني سوف أسبح في غيوم النجاح مع رصيد بنكي بست أرقام وزوجة حسناء تسيل اللعاب من جمالها مع ثلاث أبناء قبل أن أصل سنّ الـ25 عاماً واليوم أنا في الـ26 ولم أحقق شيء من أحلامي.
لا أعرف لماذا تتحدث عن مواقع ألعاب الفيديو التي أفتتحتها وجميعها ماتت ولم أحقق أحلامي في إنشاء شبكة ميديا على الأنترنت، ولم أفتتح محل ألعاب الفيديو الذي كنت أتوعد أصدقائي به منذ سن الـ17 عاماً. لا أعرف لماذا تتحدث عن فشلي الدائم في خسارة الوزن ومشاكل السمنة التي أعاني منها.
لا أعرف لماذا... حسناً حسناً سوف أتوقف، الفكرة وصلت بالتأكيد، نحن نعرف بأننا فاشلون في العديد من الأمور في حياتنا، عندما تلمح و تذكرنا عن فشلنا بصيغة النصح، أنت لا تساعد أحد، قد تكون أنت المتسبب في فشل أحد القريبين منك بسبب مطرقة الأحباط التي تدك فيها ظهرة.
دعني أروي لك هذه القصة الطريفة، في يوم من الأيام دخل مجيد لسباق جري، كان هنالك ما يقارب الـ300 شاب، مسافة السباق 3 كيلو متر فقط، بدأ السباق، بعد نصف ساعة تقريباً، أنتهى، المركز الأخير لهذا السباق كان مجيد، ليس قبل الأخير، ليس قبل قبل الأخير، بل الأخير، أي أن مجيد أسواء من 300 شاب، أي لو خرجوا الزومبي علينا في ذلك اليوم وكنا مطاردين من قبلهم، فرصة نجاتي هي 0%. الآن مجيد يعى تماماً فشلة، لم يقل بأنه مصاب، لم يقل بأن الحذاء الرياضي كان السبب أو لم يرتح بشكل جيد قبل السباق بل كان مجيد يفهم جداً أنه أفشل شخص من الـ300.
الخلاصة، إذا كان هذا الشخص طموح وقوي النفس ويعرف أنه سوف ينجح في المستقبل ويحقق أحلامة، لا تتحدث معه عن أخفاقاته، لا تضيع وقته و تخلق غيمة سلبية ليومة، بذلك أن تقدم له يدّ العون.
شكراً لكم على حسن تعاونكم.