شاهدت قبل فترة حلقة من البرنامج الشهير "لقاء الجمعة" مع المقدم الرائع عبدالله المديفر، وكانت الحلقة مع الدكتور عبدالرحمن الحبيب، وكان عنوان اللقاء "السعوديين بين المنهجية والعشوائية"

تحدث الدكتور الحبيب عن تأثير الطبيعة وأسلوب الحياة التي كان يعيشها مجتمعنا سابقاً، والتي كانت تعتمد على الترحال والتنقل المستمر. هذه الطبيعة القاسية للحياة بتنوعها المختلف، كانت سبباً في تأصيل عادات شخصية مختلفة كان من أبرزها عادة "الارتجال في اتخاذ القرارات". فالمواقف الحرجة تحتم على الشخصية المبرّزة في هذا المجتمع وهو "شيخ القبيلة"، اتخاذ القرارات الحاسمة السريعة وعلى الباقيين تنفيذ هذا القرار!.

هذه الثقافة المتوارثة وتأثيرها المستمر علينا، جعلتنا نتأثر بها في بيئة العمل وتحديداً في آلية ومنهجية صنع القرار. لذلك لا غرابة في كون أغلب قراراتنا يغلب عليها الارتجال والتسرع!.

هذه العادة نجدها تتكرر في مختلف الجهات الحكومية، فالمدير يتقمص شخصية ودور شيخ القبيلة، فتجده يتخذ قراراً مصيرياً يمس جميع الموظفين دون اهتمام لتبعاته السلبية، ودون تشاور أو دراسة لهذ القرار. ثم بعدها بفترة يكتشف أنه "جاب العيد" بهذا القرار ويبدأ في ترقيعه بقرارات أخرى وبنفس الطريقة!!.

لا نريد أن نخترع العجلة من جديد، فاشراك الجميع في صنع القرار مهم دوماً، والنحلة الواحدة لا تصنع العسل.

صنع واتخاذ القرار الإداري هو محور العملية الإدارية وزبدتها وعليه ترتكز بقية المحاور. وكلما كان القرار الإداري جماعياً وأخذ حقه في الدراسة كلما كان اقترب من تحقيق أهدافه ويجد القبول من الجميع، بل ويزداد حرصهم على إنجاحه. ودائماً القرار الجيد هو ما يتم دراسته بشكل جيد.

ختاماً، برأيك هل شخصية "شيخ القبيلة" متواجدة في بيئة العمل لدينا؟ وما هي الحلولة المناسبة لتفادي القرارات المتسرعة والمؤثرة سلباً على العملية الإدارية؟

وعلى دروب الخير نلتقي،،