كان يا مكان في عجيب الزمان 

طفلة بريئة وشقية

مُمتلة بالحياة والكثير من الضحكات المؤجلة 

كانت شاردة اغلب وقتها في تساؤلات لم تجد لها اجوبة

تعيش في خيالها اكثر من واقعها  


احد تساؤلات تلك الطفلة كان عن ذاك الشيء الاسود الذي يكسو النساء 

لم تكن تُدرك ماهيته، لكنها لم تحبه ابداً

كل ما كانت تُدركه في ذاك العمر انه شيء يشبه السجن


تتأمل والدتها وهي تتجمل امام المرأة 

بعدها تغطي نفسها بالأسود

تساؤلات كثيرة تدور في عقل تلك الطفلة 

لم تجد لها أجوبة ولم تتجرأ على طرحها حتى 


تكبر تلك الطفلة قليلاً

تتحول من طفلة تُعامل بطريقة طبيعية الى كائن يُستعاب منه 


كائن اصبحت هويته عورة 

صوتها 

جسمها

اطرافها 

ضحكتها 

وكل شيء فيها يتحول الى

عورة ! 


تحولت من طفلة مُمتلئة بالحياة والعفوية الى طفلة كل تحركاتها مدروسة  

تشعر بأنها مُراقبة طوال الوقت 

فقط لأنها أنثى 


اصابها هذا التحول المُفاجئ بصدمة 

اشعرها بالاشمئزاز والعبودية 

اشياء كثيرة اصابتها بـالأختناق 

لكن كل من حولها لم يشعر على هذا النحو 

الجميع يبدو مُقتنعاً وراضياً وحتى سعيداً !  

ماعداها 

كانت مُشاركتها لأفكارها وقناعاتها تسبب لها العديد من المشاكل 

لم يكن هناك من يفهمها او يحاول حتى 

شعرت بوحدة هائلة وكأنها من عالم آخر   


لديها لحظات قليلة في الحياة استطاعت فيها نزع الاسود عنها 

لحظات مُمتلئة بالحرية والسعادة 

كان شعور الهواء وهو يداعب وجهها وشعرها يغمرها بنشوة فرح هائلة 


تعود مُجبرة الى الاسود الذي كرهته مُنذ طفولتها 


تردد بهدوء وصوت خافت 

"الاسود لايليق بي"