يا الله ، كنت قد قررت ألا أُخلّد بالكتابة ألمي وحزني، ألا أخطّ اسودادي على أي بياض، أن أرسم السعادة بقلمي وألوّن أيامي في عينيّ بحروفي وكلماتي على الأقل.
لكن.. كان مؤذيًا ما شعرت به اليوم، كان مؤذيًا للحدّ الذي ما استطعت معه إلا أن أكتب!
الله ، أنا كطائرٍ لم يشعر بالأمان المطلق في عشِّه مذ عرف الشعور، لشكه أن الشجرة التي تحمل عشه ستُقطع، قُطعت! فطفق يبحث بين الأشجار عن أخرى يفيء إليها، حلّق عاليًا حتى اختلط بياض جناحيه والغيمات ثمّ هوى.
تائهٌ مكسور وجريح وأنت الدليل والجابر وله في رحمتك ألف ضماد، تحفّه الدياجير من جهاته الأربع وله فيك جهة ووجهة ونورٌ و سنا، كلّ أسراب الطيور حوله بطانًا وهو خميص إلا من إيمانه بأن هاويته صعُود وأنك جنّبته بها الغضاة وأنك ستَهديه إلى سكن وستُهديه أمنًا.