العقول الإسلامية على كثرتها وسعتها وتنوعها إلا أنها تنقسم في النهاية لهذه الأقسام الأربعة:

١) العقل الخرافي: وهو العقل الذي جلب التخلف لأمة الإسلام ونستطيع تعريفه بأنه العقل الذي يُستخدم فيما لا قدرة على العقل فيه فيَضل ويُضل.

ومن هذا العقل: ما يغوص في دقائق العقيدة والإلهيات، وما يدخل ضمن تفسير الأحلام والرُقى، والدخول لعالم الأرواح والجن والتلبس والكرامات ونحوها من أمور نؤمن بها ولكن لا نبالغ فيها كما هو الحاصل.

٢) العقل الفقهي: وهو العقل الذي يجمع بين رؤية الواقع مستحضرا النصوص الشرعية والإجتهادات البشرية، فيفتي للواقع بما يصلحهُ، فهو لا ينظر إلا لواقعه ولا يتدخل فيما لا علاقة لعقله به وهو يشابه العمل القانوني لحدٍ كبير.

فهو عقل حضاري بالضرورة، إلا أنه يحتاج دوما لعقل آخر يجعله لا ينساق دوما للواقع وذلك العقل هو العقل الثالث.

٣) العقل الأخلاقي أو الفكري: وهو العقل الذي ينظر للمعاني السامية والصور المثالية ويطمح لها دون رسم وتخطيط لبلوغها فتجده خير مدافع وخير شارح للإسلام بمثاليته وكماله، ولكنه على حسنه إلا أنه يحتاج للعقل الفقهي أيضا ليتكاملا في تبليغ الرسالة.

فالفكري يحافظ على المثال والفقهي يحاول النزوح من الواقع والصعود للمثال، لا أن يتماشى مع الواقع فينزل معه كما حدث في تاريخنا خصوصا في عصوره الأخيرة.

٤) العقل الوعائي: وهو العقل الذي يحفظ النصوص والتراث والمفتش عن خباياه وهو عقل المحقق والمحدث.

ولابد للعقول كلها أن تجتمع لبناء الحضارة عدا العقل الأول الذي يجب نبذه، وباجتماع تلك العقول فإنه يتم الجمع بين الطوباوية الواقعية وبين العقل والنقل.