بقلم شارلوت روهل ، نُشر في 19 أبريل 2021

د. سالم م القحطاني

يشير التحيز لخدمة الذات إلى أنه لا أحد يريد الاعتراف بأنه غير كفء ومن المرجح أن يلقي باللوم على الفشل على شيء خارجي عن أنفسنا. هذا يحمي احترامنا لذاتنا. ومع ذلك، يسعدنا أن ننسب الفضل في نجاحنا لأنفسنا.

نحن نعتمد على هذا التحيز كوسيلة لحماية وتعزيز احترامنا لذاتنا. عقولنا لا تريد أن تتحمل مسؤولية النتائج السلبية أو الفاشلة خوفا من الإضرار بثقتنا بانفسنا.

على الرغم من أن هذا التحيز شائع بشكل لا يصدق في العديد من مجالات حياتنا، من الفصل الدراسي إلى الرياضة إلى مكان العمل، يمكننا العمل على التغلب عليه من خلال الاعتراف بوجوده وممارسة التعاطف مع الذات.

تخيل نفسك جالسًا في فصل دراسي، تنتظر بفارغ الصبر نتائج آخر اختبار للرياضيات. عندما يسلمك المعلم أخيرًا نتيجة اختبارك، وعندما تقلبه فإنك فقط ترى ناقص C عملاقًة مكتوبًة بالحبر الأحمر السميك!

بينما لا تزال غير مصدق، يبدأ عقلك على الفور في التفكير في جميع التفسيرات المحتملة لهذه النتيجة. سيقول لك, كانت أسئلة الامتحان صعبة للغاية، ولم يقم المعلم بتدريس الموضوعات جيدًا بما يكفي، وتم تصنيف الإجابات بشكل غير عادل ، والقائمة تطول ...

تخيل الآن أنه عندما قلبت هذا الاختبار، كان هناك علامة A+ الف مضاف عليها زائد مكتوبة بدلاً من ذلك. هذه المرة، مع ابتسامة عريضة على وجهك، تبدأ في الثناء على نفسك لمدى صعوبة دراستك، وفهمك القوي للمادة، ومدى ذكاءك، والقائمة تطول ... هذا مثال لما يسمى التحيز الذاتي في علم النفس.

  تعريف

يشير التحيز للخدمة الذاتية إلى الميل إلى عزو العوامل الداخلية والشخصية إلى النتائج الإيجابية التي نحققها بانفسنا، بينما تشير العوامل الظرفية الخارجية  القاهرة او هكذا نتخيل إلى النتائج السلبية التي حققناها.

كما تعلم، فإن عقولنا متحيزة للتصرف والحكم ورؤية العالم بهذه الطريقة. هذه التحيزات المعرفية هي نتاج الطبيعة البشرية، والأشخاص الذين نتفاعل معهم، ومحاولة لتبسيط ملايين أجزاء المعلومات التي يتلقاها الدماغ كل ثانية.

تؤدي هذه العوامل مجتمعة في كثير من الأحيان إلى أخطاء محددة في التفكير تؤثر على قراراتنا وأحكامنا. يسمى هذا النوع من التحيز بالتحيز المعرفي، ويحدث دون أن ندركه (كانيمان وتفيرسكي ، 1972).

تنشأ هذه التحيزات من مشاكل الذاكرة والانتباه والأخطاء العقلية الأخرى، وبينما يمكن أن تكون خطيرة في كثير من الأحيان، فان هذه التحيزات المعرفية  تساعدك على فهم العالم والتوصل إلى القرارات وإصدار الأحكام بسرعة عالية نسبيًا.

خطأ الإسناد الأساسي وانحياز الفاعل المراقب

ظاهرة شائعة في علم النفس هي خطأ الإسناد الأساسي، والذي يشار إليه أيضًا باسم تحيز المراسلة.

خطأ الإسناد الأساسي هو ميل الناس إلى المبالغة في التأكيد على الخصائص الشخصية وتجاهل العوامل الظرفية عند الحكم على سلوك الآخرين (روس ، 1977).

على سبيل المثال، إذا قطع شخص ما أمامك في الشارع، فقد تعتقد أنه فعل ذلك لأنه شخص سيء ولا  يخطر ببالك الأسباب الخارجية الأخرى مثل حقيقة تأخره عن العمل وفي عجلة من أمره. لكن ماذا يحدث إذا كنت انت ؟

بمعنى آخ، ماذا لو كنت انت من قطع أمام الخط امامه. هل يمكنك بعد ذلك تقديم نفس الحجة القائلة بأنك شخص سيء.

وفقًا لتحيز الفاعل المراقب، فإننا نميل إلى تفسير سلوك الأشخاص الآخرين من حيث العوامل الداخلية بينما نفسر سلوكنا على أساس العوامل الخارجية (Jones & Nisbett ، 1971).

لأننا نعرف أنفسنا أفضل من أي شخص آخر، يمكننا الحكم عندما تكون أفعالنا نتيجة لشيء خارجي عن هويتنا، لكن عقولنا تتخلف عن افتراض أن تصرفات شخص آخر هي نتيجة لمن يكونوا في حقيقة الامر.

لكن هذه ليست الصورة الكاملة. في حين أنه من الصحيح أننا غالبًا ما ننسب الخصائص الشخصية أو السمات لشرح سلوك الآخرين مع إسناد العوامل الظرفية عند فهم سلوكنا، إلا أن هذا ليس هو الحال دائمًا.

سواء كانت النتيجة المحددة لسلوكنا جيدة أم سيئة، فسوف تحدد في الواقع ما إذا كنا نقوم بإسناد داخلي أو خارجي. هذا هو الانحياز لخدمة الذات (هايدر ، 1982).

كما هو موضح في المثال أعلاه ، تؤدي النتيجة الفاشلة أو السلبية (مثل الأداء السيئ في الاختبار) إلى تقديم إحالات خارجية، في حين أن النتيجة الناجحة أو الإيجابية (مثل اجتياز الاختبار) ستؤدي إلى قيامنا بإحالات داخلية تعبيرا عن تقديرنا للذات.

أمثلة

على مدى العقود القليلة الماضية، سلطت العديد من الدراسات التجريبية الضوء على القطاعات الخدمية والسكان والثقافات ومستويات التنظيم فيما اذا كانت التحيزات الذاتية فيها اكثر او أقل شيوعًا.

الرياضة

التحيز للخدمة الذاتية منتشر بشكل خاص في الرياضة. إذا سبق لك أن لعبت أو شاهدت رياضة ما ، فمن المحتمل أنك ألقيت باللوم على صافرة او انذار الحكم السيئ أو غش الفريق الآخر عندما خسرت مباراة لكنك في حال الفوز فانك ستشيد بموهبتك الهائلة وصلابتك الذهنية.

في الرياضة ، يرتبط أداء الفرد (أداءك وأداء خصمك) بشكل واضح بنتيجة محددة بحيث يسهل على تحيز الخدمة الذاتية التسلل.

ولأن النتيجة واللاعبين واضحون للغاية، فإن التحيز للخدمة الذاتية شائع بشكل خاص في الرياضات الفردية، حيث يكون الفائز الوحيد أكثر تحديدًا.

يعود تاريخ الدراسة إلى عام 1987 ، حيث جمعت دراسة أجراها ستيفن زاكارو وزملاؤه 549 تصريحًا من الرياضيين الذين لعبوا الرياضات الفردية (مثل التنس والجولف) والرياضات الجماعية (مثل البيسبول وكرة القدم وكرة السلة) ووجدت أن في هذه الرياضة الفردية كان الرياضيون أكثر ميلًا إلى إبداء صفات تخدم الذات فيما يتعلق بأدائهم (Zaccaro et al. ، 1987).

بالتقاطع مع نظرية احترام الذات لهذا الشكل من التحيز، خلص الباحثون إلى أنه بالنسبة للرياضيين الفرديين، كان لأدائهم تأثير أكبر على تقديرهم لذاتهم، لذلك اعتمدوا أكثر على تحيز الخدمة الذاتية لزيادة ثقتهم بافسهم كي يستمروا في العطاء.

هناك تحليل تجريبي آخر حقق في تحيز الخدمة الذاتية في مصارعي القسم الأول يدعم أيضًا انتشار هذا التحيز بين الرياضيين (De Michele et al. ، 1998). طُلب من المصارعين تقديم تقرير ذاتي عن أدائهم خلال مباريات ما قبل الموسم وتقديم نتائج هذه المباريات.

وجد الباحثون أن المصارعين الذين فازوا كانوا أكثر عرضة لأن يعزووا نجاحهم إلى عوامل داخلية أكثر من أولئك الذين خسروا.

وفي عام 2020 ، أظهر التحليل التلوي الشامل الذي نظر في 69 دراسة و 10515 رياضيًا إجماليًا أن أولئك الذين يمارسون الرياضة لديهم ميل إلى عزو النجاح إلى عوامل داخلية والفشل إلى العوامل الخارجية (Allen et al. ، 2020).

في مكان العمل

من مرحلة التوظيف إلى مرحلة الفصل من الوظيفة إلى كل شيء بينهما، يعد التحيز للخدمة الذاتية أمرًا شائعًا في مكان العمل كما هو الحال في قطاع الرياضة.

غالبًا ما يعزو الأشخاص الذين تم تعيينهم لشغل منصب هذا القرار إلى عوامل شخصية، مثل السيرة الذاتية الاستثنائية أو غيرها من المؤهلات القوية، لكنهم يسارعون إلى الإشارة إلى عوامل خارجية، مثل مدير التوظيف قصير النظر، عندما لا يتم توظيفهم الا لا يمنحهم منصبا.

وفي المكتب نفسه، يمكن أن ينتشر التحيز للخدمة الذاتية في حالة وقوع أي حادث في مكان العمل: من المرجح أن يلوم الضحية العوامل الخارجية، بينما من المرجح أن يرى زملاء العمل والإدارة الحادث كنتيجة لتصرفات الضحية.

في مثل هذه المواقف، يثبت التحيز للخدمة الذاتية أنه عقبة أمام الإنتاجية من خلال منع القدرة على تقييم الموقف بشكل كامل وتحمل المسؤولية عن أي أوجه قصور.

يمكن أن يضر هذا أيضًا بالعلاقات المهنية نتيجة لذلك. وعندما يتم تلطيخ هذه العلاقات، يزداد التحيز للخدمة الذاتية. على وجه التحديد ، وجد عام 2007 الذي أجراه جوزيف فالتر وناتاليا بازاروفا أنه كلما كانت العلاقة بين الموظفين وزملائهم بعيدة، كان من السهل على زملاء العمل إلقاء اللوم على بعضهم البعض في إخفاقات مكان العمل.

لكن هذا النوع من التحيز يمكن أن يحدث أيضًا عندما تظهر النجاحات في مكان العمل، سواء كان ذلك من خلال الترقيات  أو العروض التقديمية التي سارت بشكل جيد. من المرجح أن يتحمل الموظف المسؤولية الكاملة عن هذه النتائج ويهمل الأشخاص والظروف الذين ساعدوهم على كسب نجاحهم.

يكون التحيز في الخدمة الذاتية مرئيًا حتى عند إنهاء خدمة الموظف: يسارع الأشخاص إلى إسناد العوامل الخارجية لقرار تسريحهم (Furnham، 1982). بغض النظر عن مرحلة التقدم للوظيفة، أو نوع العمل، أو المسمى الوظيفي للفرد، فإن التحيز للخدمة الذاتية يكون بشكل كبير.


About the Author

Charlotte Ruhl is a member of the Class of 2022 at Harvard University. She studies Psychology with a minor in African American Studies. On campus, Charlotte works at an implicit social cognition research lab, is an editor for the undergraduate law review, and plays softball.