لم أكن مومنًا يومًا، لكن بعد رحيلك اصبحت
ايقنت بعدك ان الكواكب تموت والمجرات تموت والنجوم تموت والناس تموت ايضًا
كنت اعتقد اني تخليت عن كل مخوفي من الموت، لكنني ادركت انه مقارنة بالكون: انا انسان واحد، انسان صغير لا متناهِ
انا لا اكتب هذه الرسالة لرغبة فلسفية او لالقاء محاضرة ادبية او دينيه، فانا وبعد مراحل كثيرة من اكتشاف ذاتي علمتِ انني ولاول مره اشعر بانني لا اريد ان اموت
لا اريد ان اقول وداعًا، ليس الان
ولهذا اعتقد بإن هذه الرحلة قد تؤدي لموتي
وانا لاول مره لم استعد لشي ما
هذه المرة الاولى التي اكتب فيها وانا لا اعرف ما اود قوله حقيقة
تمر ذكرياتي الآفلة وتواريخ الوجع العتيقة ومع انني كنت أحسب انني جسورة.. الا ان الحُب حطم اغلالي والموت استحل أحب أحبابي وكبّل الخوف اعماقي وروحي
علمت في رحلتي انني مفطومة على الخوف والتردد
رغم انني لست اكثر من انسان ولانني لست الا انسان فالموت يُكلف كل ما انا عليه واكثر
رُغم انه ليس اكثر من فعل دائم الحدوث
الا انه ليس هناك اكثر من الموت يُكبلنا
اضيع مني كل مره، لكي اتعرف علي من جديد
كيف يمكن ان اصبح إنسانًا من جديد
إنسانًا غير شقيًا
انطلق للخارج بدون ان اخشى الموت
محاولة في محبة الاشياء لا البشر
ان اشعر بقداسّة الاشياء
ان الاشياء فائقة الجمال
ان الاشياء هي الله، وحب الاشياء تتبع حب الله
ان اقنع ان الحزن هو ما صيرني إنسانة
وانني رغم الحزن فانية
وأن انفصل عن كل شخص يُكبلني
أن انفصل عن كل من لا تفعلي، قفي، ممنوع!
ان استهزئ بكل ما كان يكبلني
الموت، القانون، العدالة
ان الموت حادث لا محالة
وان القانون باطل
وهذه العدالة مرفوظة
ان يعلى صوتي الخفيف البعيد المنخفض
الذي له حفيف اصوات المُحبين الذين اصمتهم الموت