تجذبنى دائما قراءه القصص الواقعيه سواء كانت تاريخيه او إجتماعيه فلا أهوى القصص الرومنسيه أو الخياليه ولكن من بين تلك القصص كانت توجد قصه بإسم (إمراه وثلاث شيوخ ) أعجبنى الإسم وبدأت أقرئها ,

خرجت إمرأه من منزلها فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة وكانوا جالسين في فناء منزلها ،  لم تعرفهم ،  وقالت : لا أظنني أعرفكم ولكن لابد أنكم جوعى ! أرجوكم تفضلوا بالدخول لتأكلوا. سألوها: هل رب البيت موجود؟ فأجابت :لا، إنه بالخارج. فردوا: إذن لا يمكننا الدخول.

وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حصل. قال لها :إذهبي اليهم واطلبي منهم أن يدخلوا ، فخرجت المرأة و طلبت إليهم أن يدخلوا. فردوا: نحن لا ندخل المنزل مجتمعين. سألتهم : ولماذا؟

فأوضح لها أحدهم قائلا: هذا اسمه (الثروة) وهو يومئ نحو أحد أصدقائه، وهذا (النجاح) وهو يومئ نحو الآخر وأنا (المحبة)، وأكمل قائلا: والآن ادخلي وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم . دخلت المرأة وأخبرت زوجها ما قيل. فغمرت السعادة زوجها وقال: يا له من شئ حسن، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعوا (الثروة)  دعيه يدخل ويملئ منزلنا بالثراء . فخالفته زوجته قائلة: عزيزي، لم لا ندعو (النجاح)؟ .

كل ذلك كان على مسمع من زوجة ابنهم وهي في أحد زوايا المنزل  فأسرعت باقتراحها قائلة: أليس من الأجدر أن ندعوا (المحبة)؟ فمنزلنا حينها سيمتلئ بالحب .فقال الزوج: دعونا نأخذ بنصيحة زوجة ابننا اخرجي وادعي (المحبة) ليحل ضيفا علينا.

فخرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة: أيكم (المحبة)؟ أرجو أن يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا . نهض (المحبة) وبدأ بالمشي نحو المنزل ،  فنهض الإثنان الآخران وتبعاه  وهي مندهشة . سألت المرأة كلا من (الثروة) و(النجاح) قائلة: لقد دعوت (المحبة) فقط ، فلماذا تدخلان معه؟ فرد الشيخان: لو كنت دعوت (الثروة) أو (النجاح) لظل الإثنان الباقيان خارجاً، ولكن كونك دعوت (المحبة) فأينما يذهب نذهب معه .

 أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح. ازرع المحبه فى قلبك ،  وفى قلوب من تحب  ، وعامل بها الآخرين بمثابة مصباح  فى طريق مظلم  ، فيتجمع حولك الناس .